الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                4871 ( 94 ) فيما يمتنع به من القتل وما هو وما يحقن الدم

                                                                                ( 1 ) حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر وعن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا قالوا عصموا بها أموالهم ودماءهم ، وحسابهم على الله .

                                                                                ( 2 ) حدثنا أبو خالد الأحمر عن أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق قال : سمعت أبي يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : من وحد الله وكفر بما يعبد من دونه حرم ماله ودمه ، وحسابه على الله .

                                                                                ( 3 ) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي ظبيان عن أسامة بن زيد قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقات من جهينة قال : فصبحنا القوم وقد تدرءوا بنا ، قال : فخرجنا في آثارهم فأدركت رجلا منهم فجعلت إذا لحقته قال : لا إله إلا الله قال : فظننت إنما يقولها فرقا ، قال : فحملت عليه فقتلته فعرض في نفسي من أمره ، فذكرت [ ص: 651 ] ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال : لا إله إلا الله ثم قتلته ؟ قلت : يا رسول الله ، لم يقلها من قبل نفسه ، إنما قالها فرقا من السلاح ، قال : فقال : قال : لا إله إلا الله ثم قتلته فهلا شققت عن قلبه حتى تعلم أنه إنما قالها فرقا من السلاح قال أسامة : فما زال يكررها علي : قال لا إله إلا الله ثم قتلته حتى وددت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ .

                                                                                ( 4 ) حدثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش عن أبي ظبيان عن أسامة قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر نحو حديث أبي معاوية عن الأعمش .

                                                                                ( 5 ) حدثنا عبد الله بن بكر السهمي قال ثنا حاتم بن أبي صغيرة عن النعمان بن سالم أن عمرو بن أوس أخبره عن أبيه قال : إنا لقعود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقص علينا ويذكرنا إذ أتاه رجل فسأله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اذهبوا فاقتلوه ، فلما ولى الرجل دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقال : هل تشهد أن لا إله إلا الله ؟ قال : نعم ، قال : اذهبوا فخلوا سبيله ، وإنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا فعلوا ذلك حرم دماءهم وأموالهم .

                                                                                ( 6 ) حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا قالوا : لا إله إلا الله ، عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله ، ثم قرأ إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر .

                                                                                ( 7 ) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا قالوا : لا إله إلا الله ، حرمت علي دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله [ ص: 652 ]

                                                                                ( 8 ) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير قال : خرج المقداد بن الأسود في سرية ، قال : فمروا برجل في غنيمة له فأرادوا قتله ، فقال : لا إله إلا الله ، فقتله مقداد ، فقيل له : قتلته وهو يقول : لا إله إلا الله ، فقال المقداد : ود لو فر بأهله وماله ، قال : فلما قدموا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا قال : الغنيمة فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل قال : تكتمون إيمانكم من المشركين فمن الله عليكم فأظهروا الإسلام فتبينوا وعيد الله إن الله كان بما تعملون خبيرا .

                                                                                ( 9 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال : مر رجل من بني سليم على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه غنم له فسلم عليهم فقالوا : ما سلم عليكم إلا ليتعوذ منكم فعمدوا إليه فقتلوه وأخذوا غنمه فأتوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة إلى آخر الآية .

                                                                                ( 10 ) حدثنا وكيع قال ثنا إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس بمثله ولم يذكر " فأتوا بها النبي صلى الله عليه وسلم " .

                                                                                ( 11 ) حدثنا شبابة بن سوار قال ثنا ليث بن سعد عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي عن عبيد الله بن عدي بن الخيار عن المقداد أنه أخبره أنه قال : يا رسول الله أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار فقاتلني فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها ثم لاذ مني بشجرة فقال أسلمت لله ، أقتله يا رسول الله بعد أن قالها ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : لا تقتله فقلت : يا رسول الله قطع يدي ثم قال ذلك بعد أن قطعها أفأقتله قال : لا تقتله فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله وأنت بمنزلته قبل أن يقول الكلمة التي قال [ ص: 653 ]

                                                                                ( 12 ) حدثنا شبابة بن سوار قال ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال : جاء أبو العالية إلي وإلى صاحب لي فقال : هلما فإنكما أشب مني وأوعى للحديث مني قال ، فانطلقنا حتى أتينا بشر بن عاصم الليثي فقال أبو العالية : حدث هذين حديثك قال : حدثني عقبة بن مالك الليثي قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية فأغارت على القوم فشذ رجل من القوم واتبعه رجل من السرية ومعه سيف شاهر فقال الشاذ من القوم ، إني مسلم فلم ينظر فيما قال فضربه فقتله فنمى الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم قولا شديدا فبلغ القاتل فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذ قال القاتل : والله يا نبي الله ما قال الذي قال إلا تعوذا من القتل فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم وعمن يليه من الناس ، فعل ذلك مرتين كل ذلك يعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصبر أن قال الثالثة مثل ذلك فأقبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم بوجهه تعرف المساءة في وجهه فقال : إن الله أبى علي فيمن قتل مؤمنا ثلاث مرات يقول ذلك .

                                                                                ( 13 ) حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا أبان بن عبد الله قال حدثني إبراهيم بن جرير عن جرير قال : إن نبي الله صلى الله عليه وسلم بعثني إلى اليمن أقاتلهم وأدعوهم ، فإذا قالوا لا إله إلا الله حرمت عليكم أموالهم ودماؤهم .

                                                                                ( 14 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سفيان بن حسين عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، قال : لما ارتد من ارتد على عهد أبي بكر أراد أبو بكر أن يجاهدهم ، فقال عمر : أتقاتلهم وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرم ماله إلا بحقه وحسابه على الله ، فقال أبو بكر : إنا لنقاتل من فرق بين الصلاة والزكاة ، والله لأقاتلن من فرق بينهما حتى أجمعهما قال عمر : فقاتلنا معه فكان رشدا ، فلما ظفر بمن ظفر به منهم قال : اختاروا مني خصلتين : إما حربا مجلية وإما الحطة المخزية ، فقالوا : هذه الحرب المجلية قد عرفناها فما الحطة المخزية ؟ قال : تشهدون على قتلانا أنهم في الجنة وعلى قتلاكم أنهم في النار ففعلوا .

                                                                                ( 15 ) حدثنا معمر عن ابن مبارك عن حميد عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله .

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية