الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 363 ] سورة يس

مكية كلها

7- لقد حق القول على أكثرهم أي وجب.

8- فهم مقمحون "المقمح": الذي يرفع رأسه ويغض بصره. يقال: بعير قامح وإبل قماح; إذا رويت من الماء وقمحت. قال الشاعر -وذكر سفينة وركبانها-:


ونحن على جوانبها قعود ... نغض الطرف كالإبل القماح



يريد إنا حبسناهم عن الإنفاق في سبيل الله بموانع كالأغلال.

9- وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا والسد والسد الجبل. وجمعهما: أسداد.

فأغشيناهم أي أغشينا عيونهم وأعميناهم عن الهدى. وقال الأسود بن يعفر -وكان قد كف بصره-:


ومن الحوادث -لا أبا لك- أنني ...     ضربت علي الأرض بالأسداد


ما أهتدي فيها لمدفع تلعة ...     بين العذيب وبين أرض مراد

[ ص: 364 ]

12- ونكتب ما قدموا من أعمالهم; وآثارهم ما استن به بعدهم من سننهم. وهو مثل قوله: ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر أي بما قدم من عمله وأخر من أثر باق بعده.

14- فعززنا بثالث أي قوينا وشددنا. يقال: عزز منه; أي قو من قلبه. وتعزز لحم الناقة: إذا صلب.

18و19- قالوا إنا تطيرنا بكم قال قتادة: يقولون: إن أصابنا شر فهو بكم.

قالوا طائركم معكم ثم قال: أإن ذكرتم تطيرتم بنا؟

وقال غيره: طائركم معكم أين ذكرتم .

و"الطائر" هاهنا: العمل والرزق. يقول: هو في أعناقكم ليس من شؤمنا. ومثله: وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه . وقد ذكرناه فيما تقدم.

25- إني آمنت بربكم فاسمعون أي فاشهدوا.

34 و 35- وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون * ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم [ ص: 365 ] أي وليأكلوا مما عملته أيديهم. ويجوز أن يكون: إنا جعلنا لهم جنات من نخيل وأعناب ولم تعمله أيديهم. ويقرأ: (وما عملت أيديهم بلا هاء .

36- سبحان الذي خلق الأزواج كلها أي الأجناس كلها .

37- فإذا هم مظلمون أي داخلون في الظلام.

38- والشمس تجري لمستقر لها أي موضع تنتهي إليه فلا تجاوزه; ثم ترجع .

39- و (العرجون عود الكباسة. وهو: الإهان أيضا. و ( القديم الذي قد أتى عليه حول فاستقوس ودق. وشبه القمر -آخر ليلة يطلع- به .

40- لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر فيجتمعا.

ولا الليل سابق النهار أي لا يفوت الليل النهار فيذهب قبل مجيئه.

وكل في فلك يسبحون يعني: الشمس والقمر والنجوم يسبحون أي يجرون .

43 و 44- فلا صريخ لهم أي لا مغيث لهم ولا مجير. [ ص: 366 ] ولا هم ينقذون إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين أي إلا أن نرحمهم ونمتعهم إلى أجل.

49- يخصمون أي يختصمون. فأدغم التاء في الصاد.

51- و ( الأجداث القبور. واحدها: جدث.

ينسلون قد ذكرناه في سورة الأنبياء .

53- محضرون مشهدون.

55- ( في شغل فاكهون أي يتفكهون. قال: أبو عبيد تقول العرب للرجل -إذا كان يتفكه بالطعام أو بالفاكهة أو بأعراض الناس-: إن فلانا لفكه بكذا، قال الشاعر:


فكه إلى جنب الخوان إذا غدت ...     نكباء تقطع ثابت الأطناب



ومنه يقال للمزاح: فاكهة. ومن قرأ: (فاكهون أراد ذوي فاكهة; كما يقال: فلان لابن تامر.

وقال الفراء "هما جميعا سواء: فكه وفاكه; كما يقال حذر وحاذر". وروي في التفسير: (فاكهون ناعمون. وفكهون: معجبون.

56- في ظلال جمع ظل و (في ظلل جمع ظلة.

( الأرائك ) السرر في الحجال. واحدها: أريكة. [ ص: 367 ]

57- ولهم ما يدعون أي ما يتمنون. ومنه يقول الناس: هو في خير ما ادعى; أي ما تمنى. والعرب تقول: ادع [علي] ما شئت; أي تمن [علي] ما شئت.

58- سلام قولا من رب رحيم أي سلام يقال لهم [فيها] كأنهم يتلقونه من رب رحيم.

59- وامتازوا اليوم أيها المجرمون أي انقطعوا عن المؤمنين وتميزوا منهم. يقال: مزت الشيء من الشيء -إذا عزلته عنه- فانماز وامتاز وميزته فتميز.

60- ألم أعهد إليكم ألم آمركم ألم أوصكم؟!

62- ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أي خلقا. وجبلا بالضم والتخفيف، مثله. والجبل أيضا: الخلق. قال الشاعر:


[جهارا] ويستمتعن بالأنس الجبل



66- ولو نشاء لطمسنا على أعينهم والمطموس هو [الأعمى] الذي لا يكون بين جفنيه شق.

فاستبقوا الصراط ليجوزوا.

فأنى يبصرون أي فكيف يبصرون؟!. [ ص: 368 ]

67- على مكانتهم هو مثل مكانهم. يقال: مكان ومكانة ومنزل ومنزلة.

68- ومن نعمره ننكسه في الخلق أي نرده إلى أرذل العمر.

70- لينذر من كان حيا أي مؤمنا. ويقال: عاقلا.

71- خلقنا لهم مما عملت أيدينا يجوز أن يكون مما عملناه بقدرتنا وقوتنا. وفي اليد القوة والقدرة على العمل; فتستعار اليد فتوضع موضعها. على ما بيناه في كتاب "المشكل" . هذا مجاز للعرب يحتمله هذا الحرف والله أعلم بما أراد.

72- فمنها ركوبهم أي ما يركبون. والحلوب: ما يحلبون والجلوبة: ما يجلبون. ويقرأ: "ركوبتهم" أيضا. [وهي] قراءة عائشة رضي الله عنها .

78- وهي رميم أي بالية. يقال: رم العظم -إذا بلي- فهو رميم ورمام . كما يقال: رفات وفتات.

80- الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا أراد الزنود التي توري بها الأعراب من شجر المرخ والعفار.

التالي السابق


الخدمات العلمية