الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            معلومات الكتاب

                                                            المصباح المنير في غريب الشرح الكبير

                                                            أبو العباس الفيومي - أحمد بن محمد بن علي الفيومي

                                                            صفحة جزء
                                                            ( فصل ) إذا جمعت فعلة بضم الفاء وسكون العين بالألف والتاء فإن كانت صفة فالعين ساكنة في الجمع أيضا نحو حلوات ومرات لأن الصفة شبيهة بالفعل في الثقل لتحملها الضمير فيناسب التخفيف . [ ص: 697 ] وإن كانت اسما فتضم العين للإتباع وتبقى ساكنة على لفظ المفرد نحو غرفات وحجرات وأما فتح العين في نحو غرفات وحجرات فقيل جمع غرف وحجر على لفظها فيكون جمع الجمع ، وقيل جمع المفرد والفتح تخفيف وعليه قول ابن السراج ويجمع فعلة بالضم على فعلات بضم الفاء والعين نحو ركبة وركبات وغرفة وغرفات ، ومن العرب من يفتح العين فيقول ركبات وغرفات وجمع الكثرة غرف وركب قال وبنات الواو كذلك مثل خطوة وخطوات وجاء خطى ومن العرب من يسكن فيقول خطوات وغرفات جريا على لفظ المفرد وإن جمعت بغير ألف وتاء فبابها فعل نحو غرفة وغرف وسنة وسنن وشذ من ذلك امرأة حرة ونساء حرائر وشجرة مرة وشجر مرائر فجاء الجمع على فعائل قال السهيلي ولا نظير لهما ووجه ذلك أن الحرة هي الكريمة والعقيلة عندهم فحملت في الجمع على مرادفها والمرة عندهم بمعنى خبيثة فحملت في الجمع على مرادفها أيضا وشذ أيضا مجيئها على فعال نحو ظلة وظلال وقلة وقلال ورفقة ورفاق .

                                                            وأما فعلة بالفتح فتسكن في الصفة أيضا نحو ضخمات وصعبات وتفتح في الاسم نحو سجدات وركعات ، هذا إذا كانت سالمة فإن اعتلت عينها بالواو والياء نحو عورات وبيضات فالسكون على الأشهر وبه قرأ السبعة لثقل الحركة على حرف العلة ولأن تحريكه وانفتاح ما قبله سبب لقلبه ألفا وبنو هذيل تفتح على قياس الباب ولا يعل لأن الجمع عارض والأصل لا يعتد بالعارض وإن اعتل لامها كالشهوات فالفتح أيضا على قياس الباب وبه جاء القرآن قال { أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات } .

                                                            وقال ( { لهدمت صوامع وبيع وصلوات } ) وبعض العرب يسكن العين للتخفيف وكثر فيها فعال بالكسر نحو كلبة وكلاب وبغلة وبغال وظبية وظباء وجاء ضحوة وضحى وقرية وقرى ونوبة ونوب وجذوة وجذى ودولة ودول وقصعة وقصع وبدرة وبدر ، وأما المضاعف فعلى لفظ واحده نحو مرة ومرات وعمة وعمات وشذ من ذلك ضرة [ ص: 698 ] وضرائر كأنها في الأصل جمع ضريرة وجاء جنة وجنان وأما فعلة بالكسر فبابها فعل في الكثير نحو سدر وجزى ، وفعلات بالتاء في القليل وقد استعمل فعل في القليل لقلة التاء في هذا الباب وإذا جمع بالألف والتاء فتحت العين وفي لغة تكسر للإتباع وفي لغة تسكن للتخفيف نحو سدرة وسدرات وجاء جذوة وجذى وحلية وحلى ونعمة ونعم وربقة ورباق وتينة وتين ولم يجمع المعتل بالتاء إلا على لغة من قال سدرات بالسكون فيقول جزيات بالسكون على لفظ الواحد ولحيات وريبات وقيمات ورشوات .

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية