الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                4983 ( 4 ) كلام موسى النبي وداود عليه السلام .

                                                                                ( 1 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا مالك بن مغول عن الحسن أبي يونس عن هارون بن رئاب قال حدثني ابن عمر عن حنظلة كاتب النبي صلى الله عليه وسلم أن الله أوحى إلى موسى : أن قومك زينوا مساجدهم وأخرجوا قلوبهم وتسمنوا كما تسمن الخنازير ليوم ذبحها ، وأني نظرت إليهم فلعنتهم ولا أستجيب دعاءهم ولا أعطيهم مسائلهم .

                                                                                ( 2 ) حدثنا سليمان بن حرب عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن عبيد بن عمير أن داود سجد حتى نبت ما حوله خضراء من دموعه ، فأوحى الله إليه : يا داود ما تريد ، تريد أن أزيدك في مالك وولدك وعمرك ؟ قال : يا رب ، هذا ترد علي ؟ فغفر له [ ص: 121 ]

                                                                                ( 3 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه أن موسى قال : يا رب أخبرني بأكرم خلقك عليك ، قال : الذي يسرع إلى هواي إسراع النسر إلى هواه ، والذي يكلف بعبادي الصالحين كما يكلف الصبي بالناس ، والذي يغضب إذا انتهكت محارمي غضب النمر لنفسه ، فإن النمر إذا غضب لم يبال أكثر الناس أم قلوا .

                                                                                ( 4 ) حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عبيد عن أبيه قال : قال موسى : أي رب ، ذكرت إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، بم أعطيتهم ذاك ، قال : إن إبراهيم لم يعدل بي شيئا إلا اختارني ، وإن إسحاق جاد بنفسه وهو بما سواها أجود ، وإن يعقوب لم ابتله ببلاء إلا ازداد بي حسن ظن .

                                                                                ( 5 ) حدثنا جرير عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس قال : قال موسى : أي رب ، أي عبادك أحب إليك ، قال أكثرهم لي ذكرا ، قال : أي عبادك أغنى ، قال : الراضي بما أعطيته ، قال : أي رب عبادك أحكم ؟ قال : الذي يحكم على نفسه بما يحكم على الناس .

                                                                                ( 6 ) حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن عطاء بن أبي مروان الأسلمي عن أبيه عن كعب قال : قال موسى : أي رب أقريب أنت فأناجيك أم بعيد فأناديك ؟ قال : يا موسى ، أنا جليس من ذكرني ، قال ، يا رب ، فإنا نكون من الحال على حال نعظمك أو نجلك أن نذكرك عليها ، قال : وما هي ؟ قال : الجنابة والغائط ، قال : يا موسى ، اذكرني على كل حال .

                                                                                ( 7 ) حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه عن عبد الله بن سلام قال : قال موسى لربه : يا رب ، ما الشكر الذي ينبغي لك ؟ قال : لا يزال لسانك رطبا من ذكري ، قال : يا رب ، إني أكون على حال أجلك أن أذكرك من الجنابة والغائط وإراقة الماء وعلى غير وضوء قال : بلى ، قال : كيف أقول ، قال : قل [ ص: 122 ] سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت فاجنبني الأذى سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت فقني الأذى .

                                                                                ( 8 ) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا مسعر عن خلف بن حوشب قال : دخل جبرائيل أو قال : الملك على يوسف وهو في السجن ، فقال : أيها الملك الطيب الريح ، الطاهر الثياب ، أخبرني عن يعقوب أو ما فعل يعقوب ؟ قال : ذهب بصره ، قال : ما بلغ من حزنه ؟ قال : حزن سبعين ثكلى ، قال : ما أجره ؟ قال : أجر مائة شهيد .

                                                                                ( 9 ) حدثنا أبو أسامة قال أخبرني الأحوص بن حكيم عن زهير بن عبد الرحمن عن يزيد بن ميسرة وكان قد قرأ الكتب قال : إن الله أوحى فيما أوحى إلى موسى أن أحب عبادي إلي الذين يمشون في الأرض بالنصيحة ، والذين يمشون على أقدامهم إلى الجمعات ، والمستغفرون بالأسحار ، أولئك الذين إذا أردت أن أصيب أهل الأرض بعذاب ثم رأيتهم كففت عنهم عذابي ، وأن أبغض عبادي إلي الذي يقتدي بسيئة المؤمن ولا يقتدي بحسنته .

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية