الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                  اختلفوا فيها فعند الأكثرين : هي مكية من أوائل ما نزل من القرآن .

                                                                                                                                                                  19 - أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد الزاهد ، أخبرنا جدي ، أخبرنا أبو عمرو الحيري حدثنا إبراهيم بن الحارث وعلي بن سهل بن المغيرة قالا : حدثنا يحيى بن [ أبي ] بكير ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي ميسرة : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا برز سمع مناديا يناديه : " يا محمد ، فإذا سمع الصوت انطلق هاربا ، فقال له ورقة بن نوفل : إذا سمعت النداء فاثبت حتى تسمع ما يقول لك . قال : فلما برز سمع النداء : " يا محمد " فقال : لبيك ، قال : قل : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، ثم قال : قل : ( الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ) حتى فرغ من فاتحة الكتاب . وهذا قول علي بن أبي طالب .

                                                                                                                                                                  20 - أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد المفسر ، أخبرنا الحسن بن جعفر المفسر قال : أخبرنا أبو الحسن بن محمد بن محمود المروزي ، حدثنا عبد الله بن محمود السعدي ، حدثنا أبو يحيى القصري ، حدثنا مروان بن معاوية ، عن العلاء بن المسيب ، عن الفضيل بن عمرو ، عن علي بن أبي طالب قال : نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش .

                                                                                                                                                                  21 - وبهذا الإسناد عن السعدي : حدثنا عمرو بن صالح ، حدثنا أبي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال : قام النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة فقال : ( بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ) فقالت قريش : دق الله فاك أو نحو هذا ، قاله الحسن وقتادة . وعند مجاهد : أن الفاتحة مدنية . قال الحسين بن الفضل : لكل عالم هفوة ، وهذه بادرة من مجاهد ، لأنه تفرد بهذا القول ، والعلماء على خلافه . ومما يقطع به على أنها مكية قوله تعالى : ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) يعني الفاتحة .

                                                                                                                                                                  [ ص: 12 ] 22 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن النحوي ، أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الحيري ، أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى ، حدثنا يحيى بن أيوب ، حدثنا إسماعيل بن جعفر ، أخبرني العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقرأ عليه أبي بن كعب أم القرآن فقال : " والذي نفسي بيده ، ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها ، إنها لهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته " . وسورة ( الحجر ) مكية بلا خلاف ، ولم يكن الله ليمتن على رسوله بإيتائه فاتحة الكتاب وهو بمكة ثم ينزلها بالمدينة . ولا يسعنا القول : بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام بمكة بضع عشرة سنة يصلي بلا فاتحة الكتاب . هذا مما لا تقبله العقول .

                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية