الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                5018 ( 35 ) كلام ربيع بن خثيم .

                                                                                ( 1 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى قال : كان الربيع بن خثيم إذا مر بالمجلس يقول : قولوا خيرا وافعلوا خيرا ودوموا على صالحة ، ولا تقس قلوبكم ولا يتطاول عليكم الأمد ولا تكونوا كالذين قالوا : سمعنا وهم لا يسمعون .

                                                                                ( 2 ) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى قال : كان الربيع إذا قيل له : كيف أصبحت ؟ يقول : أصبحنا ضعفاء مذنبين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا .

                                                                                ( 3 ) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى عن ربيع قال : ما أحب مناشدة العبد لربه يقول : رب قضيت على نفسك الرحمة ، قضيت على نفسك كذا ، يستبطئ ، وما رأيت أحدا يقول : رب قد أديت ما علي فأد ما عليك .

                                                                                ( 4 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى عن ربيع بن خثيم قال : ما غائب ينتظره المؤمن خير من الموت .

                                                                                ( 5 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن منذر عن الربيع بن خيثم أنه أوصى عند [ ص: 208 ] موته فقال : هذا ما أقر به الربيع بن خثيم على نفسه وأشهد الله عليه وكفى بالله شهيدا ، وجازيا لعباده الصالحين ومثيبا إني رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ، ورضيت لنفسي ولمن أطاعني أن أعبده في العابدين وأن أحمده في الحامدين وأن أنصح لجماعة المسلمين .

                                                                                ( 6 ) حدثنا محمد بن فضيل عن أبي حيان عن أبيه قال : ما سمعت الربيع بن خثيم يذكر شيئا من أمر الدنيا إلا أني سمعته يقول مرة : كم بنيتم مسجدا .

                                                                                ( 7 ) حدثنا أبو أسامة قال : حدثنا سفيان الثوري عن أبيه عن بكر بن ماعز قال : قال الربيع بن خثيم : يا بكر ، اخزن عليك لسانك إلا مما لك ولا عليك ، فإني اتهمت الناس على ديني ، أطع الله فيما علمت ، وما استؤثر به عليك فكله إلى عالمه ، لأنا عليكم في العمد أخوف مني عليكم في الخطأ ، ما خيركم اليوم بخيره ، ولكنه خير من آخر شر منه ، ما تتبعون الخير كل اتباعه ، ولا تفرون من الشر حق فراره ، ما كل ما أنزل الله على محمد أدركتم ، ولا كل ما تقرءون تدرون ما هو ؟ السرائر اللاتي يخفين على الناس هن لله بواد ، ابتغوا دواءها ، ثم يقول لنفسه : وما دواؤها ؟ أن تتوب ثم لا تعود .

                                                                                ( 8 ) حدثنا محمد بن فضيل عن محمد بن عجلان عن نسير مولى الربيع قال : كان الربيع يصلي ليلة فمر بهذه الآية أم حسب الذين اجترحوا السيئات فرددها حتى أصبح .

                                                                                ( 9 ) حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن إبراهيم قال : كان الربيع يأتي علقمة وكان في مسجده طريق ، وإلى جنبه نساء كن يمررن في المسجد ، فلا يقول كذا وكذا .

                                                                                ( 10 ) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي رزين عن الربيع بن خثيم وإذا لا تمتعون إلا قليلا ، قال : القليل ما بينهم وبين الأجل .

                                                                                ( 11 ) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي رزين عن ربيع بن خثيم بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته قال : ماتوا على كفرهم ، وربما قال : ماتوا على المعصية [ ص: 209 ]

                                                                                ( 12 ) حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن منذر عن ربيع بن خثيم أنه كان يكنس الحش بنفسه ، قال : فقيل له : إنك تكفي هذا ، قال : إني أحب أن آخذ بنصيبي من المهنة .

                                                                                ( 13 ) حدثنا حفص عن أشعث عن ابن سيرين عن الربيع بن خثيم قال : أقلوا الكلام إلا بتسع : تسبيح وتهليل وتكبير وتحميد وسؤالك الخير وتعوذك من الشر وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر وقراءة القرآن .

                                                                                ( 14 ) حدثنا وكيع عن الأعمش عن منذر عن الربيع أنه قال لأهله : اصنعوا لي خبيصا ، فصنع فدعا رجلا به خبل فجعل ربيع يلقمه ولعابه يسيل ، فلما أكل وخرج قال له أهله : تكلفنا وصنعنا ثم أطعمته ما يدري هذا ما أكل ، قالالربيع : لكن الله يدري .

                                                                                ( 15 ) حدثنا وكيع قال : حدثنا مالك بن مغول عن الشعبي قال : ما جلس الربيع بن خثيم في مجلس منذ تأزر بإزار ، قال : أخاف أن يظلم رجل فلا أنصره ، أو يفتري رجل على رجل فأكلف عليه الشهادة ، ولا أغض البصر ولا أهدي السبيل أو تقع الحامل فلا أحمل عليها .

                                                                                ( 16 ) حدثنا خلف بن خليفة عن سيار عن أبي وائل قال : انطلقت أنا وأخي إلى الربيع بن خثيم ، فإذا هو جالس في المسجد فقال : ما جاء بكم ؟ قالوا : جئنا لتذكر الله فنذكره معك ، وتحمد الله فنحمده معك ، فرفع يديه فقال : الحمد لله الذي لم تقولا : جئنا لتشرب فنشرب معك ، ولا جئنا لتزني فنزني معك .

                                                                                ( 17 ) حدثنا محمد بن فضيل عن حصين قال : حدثني من سمع الربيع يقول : عجبا لملك الموت وإتيانه ثلاثة : ملك ممتنع في حصونه فيأتيه فينزع نفسه ويدع ملكه خلفه ، وطبيب نحرير يداوي الناس فيأتيه فينزع نفسه ، ومسكين منبوذ في الطريق يقذره الناس أن يدنو منه ، ولا يقذره ملك الموت أن يأتيه فينزع نفسه .

                                                                                ( 18 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن رجل عن ربيع بن خثيم أنه سرقت له فرس من الليل وهو يصلي قيمته ثلاثون ألفا فلم ينصرف ، فأصبح فحمل على مهرها ثم أصبح فقال : اللهم سرقني ولم أكن أسرقه ، قال : وكان ربيع يجهر بالقراءة فإذا سمع وقعا خافت [ ص: 210 ]

                                                                                ( 19 ) حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن عبد الملك بن عمير قال للربيع : ألا ندعو لك طبيبا ؟ فقال : أنظروني ، ثم تفكر فقال : وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا ، فذكر من حرصهم على الدنيا ورغبتهم فيها ، قال : فقد كانت فيهم أطباء ، فلا المداوي بقي ولا المداوى ، هلك الناعت والمنعوت له ، والله لا تدعون لي طبيبا .

                                                                                ( 20 ) حدثنا عبيدة بن حميد عن داود عن الشعبي قال : دخلنا على ربيع بن خثيم فدعا بهذه الدعوات : اللهم لك الحمد كله وإليك يرجع الأمر كله ، وأنت إله الخلق كله ، بيدك الخير كله ، نسألك من الخير كله ، ونعوذ بك من الشر كله .

                                                                                ( 21 ) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن سرية الربيع قالت : لما حضر الربيع بكت ابنته فقال : يا بنية ، لم تبكين ؟ قولي ما يسرني : لقي أبي الخير .

                                                                                ( 22 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن إبراهيم التيمي قال : حدثني من صحب ربيع بن خثيم عشرين سنة ما سمع كلمة تعاب .

                                                                                ( 23 ) حدثنا محمد بن فضيل عن سالم عن منذر عن الربيع بن خثيم في قوله : فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم قال : مدخورة وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم قال : عنده وتصلية جحيم قال : مدخورة له .

                                                                                ( 24 ) حدثنا ابن فضيل عن ابن عجلان عن نسير أبي طعمة قال : كان الربيع إذا جاءه سائل قال : أطعموا هذا السائل سكرا فإن الربيع يحب السكر .

                                                                                ( 25 ) حدثنا معاوية بن هشام قال : حدثنا سفيان عن رجل عن ربيع بن خثيم قوله : يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم قال : الجهل .

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية