الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ بصص ]

                                                          بصص : بص القوم بصيصا : صوت . والبصيص : البريق .

                                                          وبص الشيء يبص بصا وبصيصا : برق وتلألأ ولمع ، قال :


                                                          يبص منها ليطها الدلامص كدرة البحر زهاها الغائص .



                                                          [ ص: 96 ] وفي حديث كعب : " تمسك النار يوم القيامة حتى تبص كأنها متن إهالة " ، أي تبرق ويتلألأ ضوءها .

                                                          والبصاصة : العين في بعض اللغات ، صفة غالبة .

                                                          وبصص الشجر : تفتح للإيراق ، يقال : أبصت الأرض إبصاصا وأوبصت إيباصا أول ما يظهر نبتها . ويقال : بصصت البراعيم إذا تفتحت أكمة الرياض . وبصبص بسيفه : لوح . وبص الشيء يبص بصا وبصيصا : أضاء . وبصص الجرو تبصيصا : فتح عينيه ، وبصبص لغة . وحكى ابن بري عن أبي علي القالي قال : الذي يرويه البصريون يصص ، بالياء المثناة ; لأن الياء قد تبدل منها الجيم لقربها في المخرج ولا يمتنع أن يكون بصص من البصيص وهو البريق لأنه إذا فتح عينيه فعل ذلك . والبصيص : لمعان حب الرمانة . وأفلت وله بصيص : وهي الرعدة والالتواء من الجهد .

                                                          وبصبص الكلب وتبصبص : حرك ذنبه . والبصبصة : تحريك الكلب ذنبه طمعا أو خوفا ، والإبل تفعل ذلك إذا حدي بها . قال رؤبة يصف الوحش :


                                                          بصبصن بالأذناب من لوح وبق .



                                                          والتبصبص : التملق . وأنشد ابن بري لأبي داود :


                                                          ولقد ذعرت بنات عم     المرشقات لها بصابص .



                                                          وفي حديث دانيال - عليه السلام - حين ألقي في الجب : " وألقي عليه السباع فجعلن يلحسنه ويبصبصن إليه " ، يقال : بصبص الكلب بذنبه إذا حركه وإنما يفعل ذلك من طمع أو خوف . ابن سيده : وبصبص الكلب بذنبه ضرب به ، وقيل : حركه ، وقول الشاعر :


                                                          ويدل ضيفي ، في الظلام ، على القرى     إشراق ناري ، وارتياح كلابي
                                                          حتى إذا أبصرنه وعلمنه     حيينه ببصابص الأذناب .



                                                          يجوز أن يكون جمع بصبصة كأن كل كلب منها له بصبصة وهو كذلك ، قال : ويجوز أن يكون جمع مبصبص ، وكذلك الإبل إذا حدي بها . والبصبصة : تحريك الظباء أذنابها . الأصمعي : من أمثالهم في فرار الجبان وخضوعه : بصبصن إذ حدين بالأذناب ، قال : ومثله قولهم : دردب لما عضه الثقاف أي ذل وخضع . وقرب بصباص : شديد لا اضطراب فيه ولا فتور ، وفي التهذيب : إذا كان السير متعبا .

                                                          وقد بصبصت الإبل قربها : إذا سارت فأسرعت ، قال الشاعر :


                                                          وبصبصن بين أداني الغضا     وبين غدانة شأوا بطينا .



                                                          أي : سرن سيرا سريعا ، وأنشد ابن الأعرابي :


                                                          أرى كل ريح سوف تسكن مرة     وكل سماء ذات در ستقلع
                                                          فإنك ، والأضياف في بردة معا     إذا ما تبص الشمس ساعة تنزع
                                                          لحافي لحاف الضيف ، والبيت بيته     ولم يلهني عنه غزال مقنع
                                                          أحدثه أن الحديث من القرى     وتعلم نفسي أنه سوف يهجع .



                                                          أي : يشبع فينام . وتنزع أي تجري إلى المغرب .

                                                          وسير بصباص كذلك . وقول أمية بن أبي عائذ الهذلي :


                                                          إدلاج ليل قامس بوطيسة     ووصال يوم واصب بصباص .



                                                          أراد : شديد بحره ودومانه . وخمس بصباص : بعيد جاد متعب لا فتور في سيره . والبصباص من الطريفة : الذي يبقى على عود كأنه أذناب اليرابيع .

                                                          وماء بصباص أي قليل ، قال أبو النجم :


                                                          ليس يسيل الجدول البصباص .



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية