الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 509 ] الجياني

                                                                                      العلامة أبو بكر ، محمد بن علي بن عبد الله بن ياسر ، الأنصاري الجياني .

                                                                                      ولد بالأندلس بجيان في شعبان سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة .

                                                                                      وأكثر الترحال إلى القيروان ومصر والحجاز والشام والعراق وخراسان وما وراء النهر ، وتفقه ببخارى ، ومهر في الخلاف والجدل ، ثم طلب الحديث ، وتقدم فيه ، وسكن بلخ ، وكتب الكثير ، ثم قدم بغداد ، وحدث بها ، وحج ، ثم استوطن حلب ، ووقف بجامعها كتبه .

                                                                                      قال ابن النجار : كان صدوقا متدينا ، سمع ابن الحصين ، وأبا منصور محمد بن علي المروزي الكراعي ، وأبا عمرو عثمان بن محمد بن الشريك البلخي ، ومحمد بن الفضل الفراوي ، وسهل بن إبراهيم المسجدي النيسابوري ، وجمال الإسلام علي بن المسلم .

                                                                                      وعنه : أبو الفتح بن الحصري ، وأبو المظفر بن السمعاني ، والقاضي أبو المحاسن بن شداد ، وأبو محمد بن علوان ، وأبو حفص عمر بن قشام ، وآخرون .

                                                                                      قال ابن النجار : قرأت بخطه قال : كنت مشتغلا بالجدل والخلاف مجدا في ذلك ، فرأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في النوم ، فوقف على رأسي ، وقال لي : قم يا أبا بكر . فلما قمت ، تناول يدي ، فصافحني ، ثم ولى ، وقال لي : [ ص: 510 ] تعال خلفي ، فتبعته نحوا من عشر خطوات ، وانتهيت ، فأتيت أبا طالب إبراهيم بن هبة الله الدياري الزاهد ، وكنت لا أمضي أمرا دونه ، فقصصت عليه ، فقال لي : يريد منك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تترك الخلاف ، وتشتغل بحديثه ، إذ قد أمرك باتباعه ، فتركت الخلاف ، وكان أحب إلي من الحديث ، وأقبلت على الحديث .

                                                                                      قال ابن الحصري : أبو بكر الجياني حافظ عالم بالحديث ، وفيه فضل ، ذكر بعض الحلبيين أن الجياني مات في ليلة السبت سابع ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وخمسمائة . .

                                                                                      وقال أبو المواهب بن صصرى : مات بحلب في جمادى الأولى وقد بلغ السبعين .

                                                                                      قال محمد بن أرسلان في " تاريخ خوارزم " : حدثني محمد بن ياسر ، حدثنا محمود بن معتصم ببلخ ، حدثنا محمد بن عبد الواحد الدقاق ، أخبرنا محمد بن إبراهيم ، أخبرنا محمد بن علي المقرئ ، أخبرنا محمد بن إسحاق بن منده ، أخبرنا محمد بن حمزة ومحمد بن عمرو الرزاز قالا : حدثنا محمد بن عيسى بن حيان ، حدثنا محمد بن الفضل ، أخبرنا محمد بن واسع ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة مرفوعا : تحرم النار على كل هين لين قريب سهل .

                                                                                      هذا مسلسل بالمحمدين .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية