الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
مطلب : يسن جعل الخاتم في خنصر اليسرى .

ويحسن في اليسرى كأحمد وصحبه ويكره في الوسطى وسبابة اليد ( ويحسن ) أي يسن لبس الخاتم ( في ) خنصر يده ( اليسرى كفعل ) ( أحمد ) المصطفى صلى الله عليه وسلم ( و ) فعل ( صحبه ) رضوان الله عليهم .

قال الدارقطني وغيره : المحفوظ أنه صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يساره .

وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم { لبس خاتم فضة في يمينه } . ولمسلم { في يساره } .

وفي مسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم { لما لبس خاتم الذهب جعله في يمينه } .

قال في الإنصاف : لبس الخاتم في خنصر يده اليمنى واليسرى ، ولا فضل في لبسه في إحداهما على الأخرى ، قدمه في الرعاية الكبرى ، وتابعه في الفروع والآداب الكبرى ، والوسطى .

قال : والصحيح من المذهب أن التختم في اليسار أفضل ، نص عليه في رواية صالح والفضل بن زياد .

قال [ ص: 295 ] الإمام أحمد رضي الله عنه : هو أقر وأثبت وأحب إلي وجزم به في المستوعب والتلخيص والبلغة وابن تميم والإفادات وغيرهم .

قال الحافظ ابن رجب : وقد أشار بعض أصحابنا إلى أن التختم في اليمين منسوخ ، وأن التختم في اليسار آخر الأمرين . انتهى كلام الحافظ ابن رجب .

قال في التلخيص : ضعف الإمام أحمد رضي الله عنه حديث التختم في اليمين .

قلت : الذي استقر عليه المذهب استحباب كون الخاتم في خنصر اليسرى .

التالي السابق


الخدمات العلمية