الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                5537 ( 34 ) حديث فتح مكة

                                                                                ( 1 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو أسامة قال : حدثنا سليمان بن المغيرة قال حدثنا ثابت البناني عن عبد الله بن رباح قال : وفدت وفود إلى معاوية وفينا أبو هريرة ، وذلك في رمضان فجعل بعضنا يصنع لبعض الطعام ، قال : فكان أبو هريرة ممن يصنع لنا فيكثر فيدعونا إلى رحله ، قال : قلت : ألا أصنع لأصحابنا فأدعوهم إلى رحلي ، قال : فأمرت بطعام يصنع ولقيت أبا هريرة من العشي ، فقلت : الدعوة عندي الليلة ، قال : أسبقتني ؟ قال : قلت : نعم ، قال : فدعوتهم فهم عندي ، قال : قال أبو هريرة : ألا أعلمكم بحديث من حديثكم يا معشر الأنصار ، قال : ثم ذكر فتح مكة ، قال : أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل مكة ، وبعث الزبير بن العوام على إحدى المجنبتين ، وبعث خالد بن الوليد على المجنبة الأخرى ، وبعث أبا عبيدة على الحسر ، فأخذوا بطن الوادي ، قال : ورسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبة ، قال : فناداني ، قال : يا أبا هريرة ، قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : اهتف لي بالأنصار ، ولا يأتني إلا أنصاري ، قال : فهتفت بهم ، قال : فجاءوا حتى أطافوا به ، قال : وقد وبشت قريش أوباشا لها وأتباعا ، قالوا : فإن تقدم هؤلاء كان لهم شركنا معهم ، وإن أصيبوا أعطينا الذي سئلنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار حين أطافوا به : أترون إلى أوباش قريش وأتباعهم ، ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى ، احصدوهم ، ثم ضرب سليمان بحرف كفه اليمنى على بطن كفه اليسرى : احصدوهم ، ثم ضرب سليمان بحرف كفه اليمنى على بطن كفه اليسرى : احصدوهم حصدا حتى توافوا بالصفا ، قال : فانطلقنا فما أحد منا يشاء أن يقتل منهم أحدا إلا قتله ، وأما أحد منهم يوجه إلينا شيئا ، فقال أبو سفيان : يا رسول الله ، أبيحت خضراء قريش بعد هذا اليوم ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أغلق بابه فهو آمن ، قال : فغلق الناس أبوابهم ، قال : فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 527 ] حتى استلم الحجر وطاف بالبيت ، فأتى على صنم إلى جنب البيت يعبدونه ، وفي يده قوس وهو آخذ بسية القوس ، فجعل يطعن بها في عينه ويقول : جاء الحق وزهق الباطل حتى إذا فرغ من طوافه أتى الصفا فعلاها حيث ينظر إلى البيت فرفع يديه وجعل يحمد الله ويذكره ويدعو بما شاء أن يدعو ، قال : والأنصار تحته ، قال : يقول الأنصار بعضها لبعض : أما الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته ، قال : قال أبو هريرة : وجاء الوحي ، وكان إذا جاء الوحي لم يخف علينا ، فليس أحد من الناس يرفع طرفه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقضي ، فلما قضي الوحي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا معشر الأنصار ، قالوا : لبيك يا رسول الله ، قال : قلتم : أما الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته ، قالوا : قد قلنا ذلك يا رسول الله ، قال : فما أسمى إذا ، كلا إني عبد الله ورسوله ، هاجرت إلى الله وإليكم ، المحيا محياكم والممات مماتكم ، قال : فأقبلوا إليه يبكون ، يقولون : والله يا رسول الله ، ما قلنا الذي قلنا إلا للضن بالله وبرسوله ، قال : فإن الله ورسوله يعذرانكم ويصدقانكم

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية