الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ بعق ]

                                                          بعق : البعاق : شدة الصوت وقد بعق الرجل وغيره وانبعق وبعقت الإبل بعاقا . والباعق : المؤذن ، وقد بعق بعاقا ، وأنشد :


                                                          تيممت بالكديون كي لا يفوتني من المقلة البيضاء تقريظ باعق .



                                                          قال : يعني ترجيع المؤذن إذا رجع في أذانه ، قال الأزهري : ورواه غيره ( تفريط ناعق ) ، من نعق الراعي بغنمه ، ولعلهما لغتان . وانبعق الشيء : اندرأ مفاجأة وأنت لا تشعر من حيث لم تحتسبه ، وهو الانبعاق ، وأنشد :


                                                          بينما المرء آمنا راعه را     ئع حتف ، لم يخش منه انبعاقه .



                                                          والباعق : المطر يفاجئ بوابل . ومطر بعاق وبعاق : مندفع بالماء ، وقد تبعق يتبعق وانبعق ينبعق . وسيل بعاق وبعاق : شديد الدفعة ، قال أبو حنيفة : هو الذي يجرف كل شيء . وأرض مبعوقة : أصابها البعاق ، والبعاق : المطر الذي يتبعق بالماء تبعقا ، وأنشد ابن بري :


                                                          تبعق فيه الوابل المتهطل .



                                                          وبعق الناقة : نحرها وأسال دمها . وفي حديث حذيفة أنه قال : ما بقي من المنافقين إلا أربعة ، فقال رجل : فأين الذين يبعقون لقاحنا وينقبون بيوتنا ؟ فقال حذيفة : أولئك هم الفاسقون ، قال أبو عبيد : قوله يبعقون لقاحنا يعني أنهم ينحرون إبلنا ويسيلون دماءها . يقال : انبعق المطر إذا سال لكثرته . وفيحديث الاستسقاء : جم البعاق ، هو بالضم ، المطر الكثير الغزير الواسع . وبعقت الإبل : نحرتها ، وتبعقت : أفاضت بها . قال الأزهري : وفي نوادر الأعراب انبعق فلان كذا وكذا انبعاقا : إذا أخذه من تلقاء نفسه ، فهو منبعق . وروي عن عمر - رضي الله عنه - أنه قال : الانبعاق فيما لا ينبغي من شقاشق الشيطان . وفي الحديث : إن الله يكره الانبعاق في الكلام ، فرحم الله امرأ أوجز في كلامه ، أي التوسع فيه والتكثر منه ، ويروى : التبعق في الكلام . والبعاق ، بالضم : سحاب يتصبب بشدة . وقد انبعق المزن إذا انبعج بالمطر ، وتبعق مثله ، قال رؤبة :


                                                          وجود مروان ، إذا تدفقا     جود كجود الغيث ، إذ تبعقا .



                                                          والبعق والبعج : الشق . وبعقت زق الخمر تبعيقا أي شققته .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية