الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ أحن ]

                                                          أحن : الإحنة : الحقد في الصدر ، وأحن عليه أحنا وإحنة وأحن ؛ الفتح عن كراع ، وقد آحنه . التهذيب : وقد أحنت إليه آحن أحنا وآحنته مؤاحنة من الإحنة ، وربما قالوا حنة ؛ قال الأزهري : حنة ليس من كلام العرب ، وأنكر الأصمعي والفراء حنة . ابن الفرج : أحن عليه ووحن من الإحنة . ويقال : في صدره علي إحنة ؛ أي : حقد ، ولا تقل حنة ، والجمع إحن وإحنات . وفي الحديث : وفي صدره علي إحنة . وفي حديث مازن : وفي قلوبكم البغضاء والإحن . وأما حديث معاوية : " لقد منعتني القدرة من ذوي الحنات " ، فهي جمع حنة ، وهي لغة قليلة في الإحنة ، وقد جاءت في بعض طرق حديث حارثة بن مضرب في الحدود : " ما بيني وبين العرب حنة " . وفي الحديث : " لا يجوز شهادة ذي الظنة والحنة " هو من العداوة ؛ وفيه : " إلا رجل بينه وبين أخيه حنة " وقد أحنت عليه ؛ بالكسر ، قال الأقيبل القيني :


                                                          متى ما يسؤ ظن امرئ بصديقه [ ص: 63 ] يصدق بلاغات يجئه يقينها     إذا كان في صدر ابن عمك إحنة
                                                          فلا تستثرها سوف يبدو دفينها



                                                          يقول : لا تطلب من عدوك كشف ما في قلبه لك فإنه سيظهر لك ما يخفيه قلبه على مر الزمان ؛ وقيل : قبل قوله : إذا كان في صدر ابن عمك إحنة :


                                                          إذا صفحة المعروف ولتك جانبا     فخذ صفوها لا يختلط بك طينها



                                                          والمؤاحنة : المعاداة ؛ قال ابن بري : ويقال آحنته مؤاحنة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية