الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ غبس ]

                                                          غبس : الغبس والغبسة : لون الرماد ، وهو بياض فيه كدرة ، وقد أغبس . وذئب أغبس إذا كان ذلك لونه ، وقيل : كل ذئب أغبس ؛ وفي حديث الأعشى :


                                                          كالذئبة الغبساء في ظل السرب

                                                          أي الغبراء ؛ وقيل : الأغبس من الذئاب الخفيف الحريص ، وأصله من اللون . والورد الأغبس من الخيل : هو الذي تدعوه الأعاجم السمند . اللحياني : يقال غبس وغبش لوقت الغلس ، وأصله من الغبسة . وهو لون بين السواد والصفرة . وحمار أغبس إذا كان أدلم . وغبس الليل : ظلامه من أوله وغبشه من آخره . وقال يعقوب : الغبس والغبش سواء ، حكاه في المبدل ؛ وأنشد :


                                                          ونعم ملقى الرجال منزلهم     ونعم مأوى الضريك في الغبس
                                                          تصدر ورادهم عساسهم     وينحرون العشار في الملس

                                                          يعني أن لبنهم كثير يكفي الأضياف حتى يصدرهم ، وينحرون مع ذلك العشار ، وهي التي أتى عليها من حملها عشرة أشهر ، فيقول : من سخائهم ينحرون العشار التي قد قرب نتاجها . وغبس الليل وأغبس : أظلم . وفي حديث أبي بكر بن عبد الله : إذا استقبلوك يوم الجمعة فاستقبلهم حتى تغبسها حتى لا تعود أن تخلف ؛ يعني إذا مضيت [ ص: 9 ] إلى الجمعة فلقيت الناس وقد فرغوا من الصلاة فاستقبلهم بوجهك حتى تسوده حياء منهم كي لا تتأخر بعد ذلك ، والهاء في تغبسها ضمير الغرة أو الطلعة . والغبسة : لون الرماد . ولا أفعله سجيس غبيس الأوجس أي أبد الدهر . وقولهم : لا آتيك ما غبا غبيس أي ما بقي الدهر ؛ قال ابن الأعرابي : ما أدري ما أصله ؛ وأنشد الأموي :


                                                          وفي بني أم زبير كيس     على الطعام ما غبا غبيس

                                                          أي فيهم جود . وما غبا غبيس : ظرف من الزمان . وقال بعضهم : أصله الذئب . وغبيس : تصغير أغبس مرخما . وغبا : أصله غب فأبدل من أحد حرفي التضعيف الألف مثل تقضى أصله تقضض ؛ يقول : لا آتيك ما دام الذئب يأتي الغنم غبا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية