الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      [ ص: 447 ] كتاب العارية قلت : أرأيت لو أن رجلا استعار من رجل دابة ليركبها حيث شاء ، أو يحمل عليها ما شاء وهو بالفسطاط فركبها إلى الشام أو إلى إفريقية ؟

                                                                                                                                                                                      قال : ينظر في عاريته ، فإن كان وجه عاريته إنما هو إلى الموضع الذي ركب إليه وإلا فهو ضامن ، ومن ذلك أنه يأتي إلى الرجل فيقول له : اسرج لي دابتك لأركبها في حاجة لي ، فيقول : اركبها حيث شئت . فهذا يعلم الناس أنه لم يسرجها له إلى الشام ولا إلى إفريقية .

                                                                                                                                                                                      قلت : تحفظه عن مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا ، هذا رأيي . قال : ووجدت في مسائل عبد الرحيم ، أن مالكا قال فيمن استعار دابة إلى بلد فاختلفا فقال المستعير . أعرتنيها إلى بلد كذا وكذا . وقال المعير : إلى موضع كذا وكذا . قال : إن كان يشبه ما قال المستعير فعليه اليمين ، فهذا يدلك على ما فسرت لك .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية