الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ بغض ]

                                                          بغض : البغض والبغضة : نقيض الحب ، وقول ساعدة بن جؤية :


                                                          ومن العوادي أن تفتك ببغضة وتقاذف منها ، وأنك ترقب .



                                                          قال ابن سيده : فسره السكري فقال : ببغضة : بقوم يبغضونك ، فهو على هذا جمع كغلمة وصبية ، ولولا أن المعهود من العرب أن لا تتشكى من محبوب بغضة في أشعارها لقلنا : إن البغضة هنا الإبغاض ، والدليل على ذلك أنه قد عطف عليها المصدر وهو قوله : وتقاذف منها ، وما هو في نية المصدر وهو قوله : وأنك ترقب . وبغض الرجل ، بالضم ، بغاضة أي صار بغيضا . وبغضه الله إلى الناس تبغيضا فأبغضوه أي مقتوه . والبغضاء والبغاضة ، جميعا : شدة البغض ، وكذلك البغضة بالكسر ، قال معقل بن خويلد الهذلي :


                                                          أبا معقل ، لا توطئنك بغاضتي     رءوس الأفاعي من مراصدها العرم .



                                                          وقد أبغضه وبغضه ، الأخيرة عن ثعلب وحده . وقال في قوله - عز وجل - : إني لعملكم من القالين ; أي الباغضين ، فدل هذا على أن بغض عنده لغة . قال : ولولا أنها لغة عنده لقال من المبغضين . والبغوض : المبغض ، أنشد سيبويه :


                                                          ولكن بغوض أن يقال عديم .



                                                          وهذا أيضا مما يدل على أن بغضته لغة ; لأن فعولا إنما هي في الأكثر عن فاعل لا مفعل ، وقيل : البغيض المبغض والمبغض جميعا ضد . والمباغضة : تعاطي البغضاء ، أنشد ثعلب :


                                                          يا رب مولى ساءني مباغض     علي ذي ضغن وضب فارض
                                                          له قروء كقروء الحائض .



                                                          والتباغض : ضد التحاب . ورجل بغيض وقد بغض بغاضة وبغض ، فهو بغيض . ورجل مبغض يبغض كثيرا . ويقال : هو محبوب غير مبغض ، وقد بغض إليه الأمر وما أبغضه إلي ، ولا يقال : ما أبغضني له ولا ما أبغضه لي ، هذا قول أهل اللغة . قال ابن سيده : وحكى سيبويه : ما أبغضني له وما أبغضه إلي ، وقال : إذا قلت : ما أبغضني له ، فإنما تخبر أنك مبغض له ، وإذا قلت : ما أبغضه إلي ، فإنما تخبر أنه مبغض عندك . قال أبو حاتم : من كلام الحشو أنا أبغض فلانا وهو يبغضني . وقد بغض إلي أي صار بغيضا . وأبغض به إلي أي ما أبغضه . الجوهري : قولهم ما أبغضه لي شاذ لا يقاس عليه ، قال ابن بري : إنما جعله شاذا ; لأنه جعله من أبغض ، والتعجب لا يكون من أفعل إلا بأشد ، ونحوه قال : وليس كما ظن بل هو من بغض فلان إلي ; قال : وقد حكى أهل اللغة والنحو : ما أبغضني له إذا كنت أنت المبغض له ، وما أبغضني إليه إذا كان هو المبغض لك . وفي الدعاء : نعم الله بك عينا وأبغض بعدوك عينا ! وأهل اليمن يقولون : بغض جدك كما يقولون : عثر جدك . وبغيض : أبو قبيلة ، وقيل : حي من قيس ، وهو بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية