الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ غزز ]

                                                          غزز : أغزت البقرة ، وهي مغز إذا عسر حملها ؛ قال الأزهري : الصواب أغزت فهي مغز من ذوات الأربعة ، أي : من أربعة أحرف ، فغزا إذا قلت منه أغزت حصل منه أربعة أحرف ، وإذا قلت من القول قلت حصل ثلاثة أحرف ، فهذه من ذوات الثلاثة ، وأغزت وما أشبهه من ذوات الأربعة . ويقال للناقة إذا تأخر حملها فاستأخر نتاجها : قد أغزت ، فهي مغز ؛ ومنه قول رؤبة :


                                                          والحرب عسراء اللقاح مغزي

                                                          أراد بطء إقلاع الحرب ؛ وقال ذو الرمة :


                                                          بلحييه صك المغزيات الرواكد

                                                          شمر : أغزت الشجرة إغزازا ، فهي مغز إذا كثر شوكها والتفت . أبو عمرو : الغزز الخصوصية ؛ تقول العرب : قد غز فلان بفلان واغتز به واغتزى به إذا اختصه من بين أصحابه ؛ وأنشدابن نجدة عن أبي زيد :

                                                          فمن يعصب بليته اغتزازا فإنك قد ملأت يدا وشاما قال أبو العباس : " من " شرط هاهنا ؛ ويعصب : يلزم . بليته : بقراباته . اغتزازا أي اختصاصا . واليد هاهنا : يريد اليمن ؛ قال : معناه من يلزم ببره أهل بيته فإنك قد ملأت بمعروفك من اليمن إلى الشام . والغزغز : الشدق في بعض اللغات ، والراء لغة . ابن الأعرابي : الغزان الشدقان ، واحدهما غز . وفي الحديث : أن الملكين يجلسان على ناجذي الرجل يكتبان خيره وشره ويستمدان من غزيه ؛ الغزان ، بالضم والتشديد : الشدقان ، الواحد غز . وفي حديث الأحنف : شربة من ماء الغزيز ، بضم الغين وفتح الزاي الأولى : ماء قرب اليمامة . وغزة : موضع بمشارف الشام ، بها قبر هاشم جد النبي - صلى الله عليه وسلم - وجاء في الشعر : غزات وغزاة كأذرعات وأذرعاة وعانات وعاناة ؛ وأنشد ابن الأعرابي :


                                                          ميت بردمان وميت بسل     مان وميت عند غزات

                                                          قال الأزهري : ورأيت بالسودة في ديار سعد بن زيد مناة رملة يقال لها غزة وفيها أحساء جمة . والغز : جنس من الترك .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية