الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ غشم ]

                                                          غشم : الغشم : الظلم والغصب ، غشمهم : يغشمهم غشما . ورجل غاشم وغشام وغشوم ، وكذلك الأنثى ؛ قال :


                                                          للولا قاسم ويدا بسيل لقد جرت عليك يد غشوم

                                                          والحرب غشوم ؛ لأنها تنال غير الجاني . والغشمشم : الجريء الماضي ، وقيل : الغشمشم والمغشم من الرجال الذي يركب رأسه لا يثنيه شيء عما يريد ويهوى من شجاعته ؛ قال أبو كبير :


                                                          ولقد سريت على الظلام بمغشم     جلد من الفتيان غير مثقل

                                                          وإنه لذو غشمشمة . وورد غشمشم إذا ركبت رءوسها فلم تثن عن وجهها ؛ وقال ابن أحمر في ذلك :


                                                          هبارية هوجاء موعدها الضحى     إذا أرزمت جاءت بورد غشمشم

                                                          قال : موعدها الضحى ؛ لأن هبوب الريح يبتدئ من طلوع الشمس .

                                                          [ ص: 53 ] والغشوم : الذي يخبط الناس ويأخذ كل ما قدر عليه ، والأصل فيه من غشم الحاطب ، وهو أن يحتطب ليلا فيقطع كل ما قدر عليه بلا نظر ولا فكر ؛ وأنشد :


                                                          وقلت تجهز فاغشم الناس سائلا     كما يغشم الشجراء بالليل حاطب

                                                          ويقال : ضرب غشمشم ؛ قال القحيف بن عمير :


                                                          لقد لقيت أفتاء بكر بن وائل     وهزان بالبطحاء ضربا غشمشما
                                                          إذا ما غضبنا غضبة مضرية     هتكنا حجاب الشمس أو مطرت دما

                                                          قال ابن بري : هذا البيت الأخير سرقه بشار ، وكذلك الغشوم ؛ قال الشاعر :


                                                          قتلنا ناجيا بقتيل عمرو وخير     الطالبي الترة الغشوم بنصب الترة

                                                          ، وكذلك أنشده ابن جني . وناقة غشمشمة : عزيزة النفس ؛ قال حميد بن ثور :


                                                          جهول وكان الجهل منها     سجية غشمشمة للقائدين زهوق

                                                          يقول : تزهق قائدها ، أي : تسبقه من نشاطها ، فعول بمعنى مفعل ، وهو نادر . والأغشم : اليابس القديم من النبت ؛ حكاه ابن الأعرابي ؛ وأنشد :


                                                          كأن صوت شخبها إذا خما     صوت أفاع في خشي أغشما

                                                          ويروى : أعشما ، وهو البالغ ، وقد ذكر في موضعه . وغاشم وغشيم وغيشم وغشام : أسماء .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية