الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 156 ] سورة المائدة

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن قتادة قال : (المائدة) مدنية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، وأبو عبيد في (فضائله)، والنسائي ، والنحاس في (ناسخه)، وابن المنذر ، والحاكم وصححه، وابن مردويه ، والبيهقي في "سننه"، عن جبير بن نفير قال : حججت فدخلت على عائشة فقالت لي : يا جبير، تقرأ (المائدة)؟ فقلت : نعم، فقالت : أما إنها آخر سورة نزلت، فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه، وما وجدتم من حرام فحرموه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، والترمذي وحسنه، والحاكم وصححه، وابن مردويه ، والبيهقي في "سننه"، عن عبد الله بن عمرو قال : آخر سورة نزلت سورة (المائدة) و(الفتح) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، عن عبد الله بن عمرو قال : أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة (المائدة)، وهو راكب على راحلته، فلم تستطع أن تحمله فنزل عنها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، ومحمد بن نصر في (كتاب الصلاة)، والطبراني ، وأبو نعيم في (الدلائل)، والبيهقي في (شعب الإيمان)، عن أسماء بنت يزيد قالت : إني لآخذة بزمام العضباء، ناقة رسول الله [ ص: 157 ] صلى الله عليه وسلم إذ نزلت (المائدة) كلها، فكادت من ثقلها تدق عضد الناقة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة في (مسنده)، والبغوي في (معجمه)، وابن مردويه ، والبيهقي في (دلائل النبوة)، عن أم عمرو بنت عيس، عن عمها أنه كان في مسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلت عليه سورة (المائدة)، فاندق كتف راحلته العضباء من ثقل السورة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد في (مسنده)، عن ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في خطبته سورة (المائدة) و(التوبة) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو عبيد، عن محمد بن كعب القرظي قال : نزلت سورة (المائدة) على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، فيما بين مكة والمدينة، وهو على ناقته، فانصدعت كتفها، فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن الربيع بن أنس قال : نزلت سورة (المائدة) على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسير في حجة الوداع، وهو راكب راحلته، فبركت به راحلته من ثقلها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو عبيد، عن ضمرة بن حبيب، وعطية بن قيس، قالا : قال رسول الله [ ص: 158 ] صلى الله عليه وسلم : (المائدة من آخر القرآن تنزيلا، فأحلوا حلالها وحرموا حرامها) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وابن المنذر ، عن أبي ميسرة قال : آخر سورة أنزلت سورة (المائدة)، وإن فيها لسبع عشرة فريضة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وأبو عبيد، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن أبي ميسرة قال : في (المائدة) ثمان عشرة فريضة ليس في سورة من القرآن غيرها، وليس فيها منسوخ، والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ، و الجوارح مكلبين ، وطعام الذين أوتوا الكتاب ، والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب ، وتمام الطهور إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا ، والسارق والسارقة و ما جعل الله من بحيرة الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو داود، والنحاس كلاهما في (الناسخ)، عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل قال : لم ينسخ من (المائدة) شيء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وأبو داود في (ناسخه)، وابن المنذر ، عن ابن عون قال : قلت للحسن : نسخ من (المائدة) شيء؟ فقال : لا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وأبو داود في (ناسخه)، وابن جرير ، وابن المنذر ، والنحاس ، عن الشعبي قال : لم ينسخ من (المائدة) إلا هذه الآية : يا أيها الذين [ ص: 159 ] آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو داود في (ناسخه)، وابن أبي حاتم ، والنحاس ، والحاكم وصححه، عن ابن عباس قال : نسخ من هذه السورة آيتان، آية القلائد، وقوله : فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البغوي في (معجمه)، من طريق عبدة بن أبي لبابة قال : بلغني عن سالم مولى أبي حذيفة قال : كانت لي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة، فأتيت المسجد، فوجدته قد كبر، فتقدمت قريبا منه، فقرأ بسورة (البقرة)، وبسورة (النساء)، وبسورة (المائدة)، وبسورة (الأنعام)، ثم ركع فسمعته يقول : (سبحان ربي العظيم)، ثم قام فسجد، فسمعته يقول : (سبحان ربي الأعلى) ثلاثا في كل ركعة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية