الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ غمز ]

                                                          غمز : الغمز : الإشارة بالعين والحاجب والجفن ، غمزه يغمزه غمزا . قال الله تعالى : وإذا مروا بهم يتغامزون ومنه الغمز بالناس . قال ابن الأثير : وقد فسر الغمز في بعض الأحاديث بالإشارة كالرمز بالعين والحاجب واليد . وجارية غمازة : حسنة الغمز للأعضاء . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أنه دخل عليه وعنده غليم يغمز ظهره . وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها : اللدود مكان الغمز ؛ هو أن تسقط اللهاة فتغمز باليد أي تكبس . والغمز في الدابة : الظلع من قبل الرجل ، غمزت تغمز ، وقيل : هو ظلع خفي . والغمز : العصر باليد ؛ قال زياد الأعجم :


                                                          وكنت إذا غمزت قناة قوم كسرت كعوبها أو تستقيما



                                                          قال ابن بري : هكذا ذكر سيبويه هذا البيت بنصب تستقيم بأو ، وجميع البصريين ؛ قال : هو في شعره تستقيم بالرفع والأبيات كلها ثلاثة لا غير وهي :


                                                          ألم تر أنني وترت قوسي     لأبقع من كلاب بني تميم
                                                          عوى فرميته بسهام موت ترد     عوادي الحنق اللئيم
                                                          وكنت إذا غمزت قناة قوم     كسرت كعوبها أو تستقيم



                                                          قال : والحجة ل سيبويه في هذا أنه سمع من العرب من ينشد هذا البيت ، بالنصب ، فكان إنشاده ، حجة كما عمل أيضا في البيت المنسوب لعقبة الأسدي وهو :


                                                          معاوي إننا بشر فأسجح     فلسنا بالجبال ولا الحديدا !


                                                          هكذا سمع من ينشده ، بالنصب ، ولم تحفظ الأبيات التي قبله والتي بعده ؛ وهذه القصيدة من شعره مخفوضة الروي ؛ وبعده :


                                                          أكلتم أرضنا فجردتموها !     فهل من قائم أو من حصيد ؟



                                                          والمعنى في شعر زياد الأعجم أنه هجا قوما زعم أنه أثارهم بالهجاء وأهلكهم إلا أن يتركوا سبه وهجاءه ، وكان يهاجي المغيرة بن حبناء التميمي ، ومعنى غمزت لينت ، وهذا مثل ، والمعنى إذا اشتد علي جانب قوم رمت تليينه أو يستقيم . وغمزت الناقة أغمزها غمزا إذا وضعت يدك على ظهرها لتنظر أبها طرق أم لا ؛ وناقة غموز ، والجمع غمز . والغموز من النوق : مثل العروك والشكوك عن أبي عبيد . وفي حديث الغسل : قال لها : اغمزي قرونك أي اكبسي ضفائر شعرك عند الغسل . والغمز : العصر والكبس باليد . والغمز ، بالتحريك : رذال المال من الإبل والغنم ، والضعاف من [ ص: 84 ] الرجال ، يقال : رجل غمز من قوم غمز وأغماز ؛ والقمز مثل الغمز ؛ وأنشد الأصمعي :


                                                          أخذت بكرا نقزا من النقز     وناب سوء قمزا من القمز
                                                          هذا وهذا غمز من الغمز

                                                          وناقة غموز إذا صار في سنامها شحم قليل يغمز ؛ وقد أغمزت الناقة إغمازا . وأغمز في الرجل إغمازا : استضعفه وعابه وصغر شأنه ؛ قال الكميت :


                                                          ومن يطع النساء يلاق منها     إذا أغمزن فيه الأقورينا


                                                          الأقورينا : الدواهي . يقول : من يطع النساء إذا عبنه وزهدن فيه يلاق الدواهي التي لا طاقة له بها . والغميز والغميزة : ضعف في العمل ، وفهة في العقل . وفي التهذيب : وجهلة في العقل . ورجل غمز أي ضعيف . وسمع مني كلمة فاغتمزها في عقله أي استضعفها . والغميزة : العيب . وليس في فلان غميزة ولا غميز ولا مغمز أي ما فيه ما يغمز فيعاب به ولا مطعن ؛ قال حسان :


                                                          وما وجد الأعداء في غميزة     ولا طاف لي منهم بوحشي صائد



                                                          والمغامز : المعايب . وفعلت شيئا فاغتمزه فلان أي طعن علي ووجد بذلك مغمزا . أبو عمرو : غمز عيب فلان وغمز داؤه إذا ظهر ؛ قال الشاعر :


                                                          وبلدة للداء فيها غامز     ميت بها العرق الصحيح الراقز


                                                          الراقز : الضارب . والمغموز : المتهم . والمغمز : المطمع ؛ قال :


                                                          أكلت القطاط فأفنيتها !     فهل في الخنانيص من مغمز ؟



                                                          ويقال : ما في هذا الأمر مغمز أي مطمع . ابن السكيت : أغمزني الحر أي فتر فاجترأت عليه وركبت الطريق . وفي التهذيب : غمزني الحر ؛ عن أبي عمرو ، وقد غمزت الشيء غمزا . وغماز وغمازة : موضع ، وقيل : هي بئر أو عين ؛ وفي التهذيب : وعين غمازة معروفة ذكرها ذو الرمة فقال :


                                                          توخى بها العينين عيني غمازة     أقب رباع أو قويرح عام

                                                          قال : وبالسودة عين أخرى يقال لها عيينة غمازة ، نسبت إلى غمازة من ولد جرير ، قال : وغمازة عين أخرى ، بالزاي ؛ قال ذو الرمة يصف الوحش وانتقاض جروها :


                                                          صوافن لا يعدلن بالورد غيره     ولكنها في موردين عدالها
                                                          أعين بني بو غمازة مورد     لها حين تجتاب الدجى أم أثالها ؟

                                                          قال شمر : عادلت بين كذا وكذا أيهما أتى .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية