الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ غيم ]

                                                          غيم : الغيم : السحاب ، وقيل : هو أن لا ترى شمسا من شدة الدجن ، وجمعه غيوم وغيام ؛ قال أبو حية النميري :


                                                          يلوح بها المذلق مذرياه خروج النجم من صلع الغيام



                                                          وقد غامت السماء وأغامت وأغيمت وتغيمت وغيمت ، كله بمعنى . وأغيم القوم إذا أصابهم غيم . ويوم غيوم : ذو غيم حكي عن ثعلب . والغيم : العطش وحر الجوف ؛ وأنشد :


                                                          ما زالت الدلو لها تعود     حتى أفاق غيمها المجهود

                                                          قال ابن بري : الهاء في قوله لها تعود على بئر تقدم ذكرها ، قال : ويجوز أن تعود على الإبل أي ما زالت تعود في البئر لأجلها . أبو عبيد : والغيمة العطش ، وهو الغيم . أبو عمرو : الغيم والغين العطش ، وقد غام يغيم وغان يغين . وفي الحديث : أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، كان يتعوذ من العيمة والغيمة والأيمة ، فالعيمة : شدة الشهوة للبن ، والغيمة : شدة العطش ، والأيمة : العزبة . وقد غام إلى الماء يغيم غيمة وغيمانا ومغيما ؛ عن ابن الأعرابي ، فهو غيمان ، والمرأة غيمى ؛ وقال ربيعة بن مقروم الضبي يصف أتنا :


                                                          فظلت صوافن خزر العيون     إلى الشمس من رهبة أن تغيما



                                                          والذي في شعره : فظلت صوادي أي عطاشا . وشجر غيم : أشب ملتف كغين . وغيم الطائر إذا رفرف على رأسك ولم يبعد ؛ عن ثعلب ، بالعين والياء ، عن ابن الأعرابي . والغيام : اسم موضع قال لبيد :


                                                          بكتنا أرضنا لما ظعنا     وحيتنا سفيرة والغيام



                                                          وغيم الليل تغييما إذا جاء مثل الغيم . وروى الأزهري عن ابن السكيت قال : قال عجرمة الأسدي : ما طلعت الثريا ولا باءت إلا بعاهة فيزكم الناس ويبطنون ويصيبهم مرض ، وأكثر ما يكون ذلك في الإبل فإنها تقلب ويأخذها عته . والغيم : شعبة من القلاب . يقال : بعير مغيوم ، ولا يكاد المغيوم يموت ، فأما المقلوب فلا يكاد يفرق ، وذلك يعرف بمنخره ، فإذا تنفس منخره فهو مقلوب ، وإذا كان ساكن النفس فهو مغيوم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية