الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ فتل ]

                                                          فتل : الفتل : لي الشيء كليك الحبل وكفتل الفتيلة . يقال : انفتل فلان عن صلاته أي انصرف ، ولفت فلانا على رأيه وفتله أي صرفه ولواه ، وفتله عن وجهه فانفتل أي صرفه فانصرف ، وهو قلب لفت . وفتل وجهه عن القوم : صرفه كلفته . وفتلت الحبل وغيره وفتل الشيء يفتله فتلا ، فهو مفتول وفتيل ، وفتله : لواه ؛ أنشدأبو حنيفة :


                                                          لونها أحمر صاف وهي كالمسك الفتيل

                                                          قال أبو حنيفة : ويروى كالمسك الفتيت ، قال : وهو كالفتيل ؛ قال أبو الحسن : وهذا يدل على أنه شعر غير معروف إذ لو كان معروفا لما اختلف في قافيته ، فتفهمه جدا . وقد انفتل وتفتل . والفتيل : حبل دقيق من خزم أو ليف أو عرق أو قد يشد على العنان ، وهي الحلقة التي عند ملتقى الدجرين ، وهو مذكور في موضعه . والفتيل [ ص: 125 ] والفتيلة : ما فتلته بين أصابعك ، وقيل : الفتيل ما يخرج من بين الإصبعين إذا فتلتهما . والفتيل : السحاة في شق النواة . وما أغنى عنه فتيلا ولا فتلة ولا فتلة ؛ الإسكان عن ثعلب ، والفتح عن ابن الأعرابي أي ما أغنى عنه مقدار تلك السحاة التي في شق النواة . وفي التنزيل العزيز : ولا يظلمون فتيلا قال ابن السكيت : القطمير القشرة الرقيقة على النواة ، والفتيل ما كان في شق النواة ، وبه سميت فتيلة ، وقيل : هو ما يفتل بين الإصبعين من الوسخ ، والنقير النكتة في ظهر النواة ؛ قال أبو منصور : وهذه الأشياء تضرب كلها أمثالا للشيء التافه الحقير القليل أي لا يظلمون قدرها . والفتيلة : الذبالة . وذبال مفتل : شدد للكثرة . وما زال فلان يفتل من فلان في الذروة والغارب أي يدور من وراء خديعته . وفي حديث الزبير وعائشة : فلم يزل يفتل في الذروة والغارب ؛ وهو مثل في المخادعة . وورد في حديث حيي بن أخطب أيضا : لم يزل يفتل في الذروة والغارب ؛ والفتلة : وعاء حب السلم والسمر خاصة ، وهو الذي يشبه قرون الباقلا ، وذلك أول ما يطلع ، وقد أفتلت السلمة والسمرة . وفي حديث عثمان : ألست ترعى معوتها وفتلتها ؟ الفتلة : واحدة الفتل ، وهو ما يكون مفتولا من ورق الشجر كورق الطرفاء والأثل ونحوهما ، وقيل : الفتلة حمل السمر والعرفط ، وقيل : نور العضاه إذا تعقد ، وقد أفتلت إفتالا إذا أخرجت الفتلة . والفتلة : شدة عصب الذراع . والفتل أيضا : اندماج في مرفق الناقة وبيون عن الجنب ، وهو في الوظيف والفرسن عيب ، ومرفق أفتل بين الفتل . الجوهري : الفتل ، بالتحريك ، ما بين المرفقين عن جنبي البعير ، وقوم فتل الأيدي ؛ قال طرفة :


                                                          لها مرفقان أفتلان كأنما     أمرا بسلمى دالج متشدد



                                                          وفي الصحاح : كأنما تمر بسلمى . وناقة فتلاء : ثقيلة . وناقة فتلاء إذا كان في ذراعها فتل وبيون عن الجنب ؛ قال لبيد :


                                                          حرج في مرفقيها كالفتل

                                                          وفتلت الناقة فتلا إذا املس جلد إبطها فلم يكن فيه عرك ولا حاز ولا خالع وهذا إذا استرخى جلد إبطها وتبخبخ . والفتلة : نور السمرة . وقال أبو حنيفة : الفتل ما ليس بورق إلا أنه يقوم مقام الورق ، وقيل : الفتل ما لم ينبسط من النبات ولكن تفتل فكان كالهدب ، وذلك كهدب الطرفاء والأثل والأرطى . ابن الأعرابي : الفتال البلبل ، ويقال لصياحه الفتل ، فهو مصدر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية