الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 151 ] سورة العلق

                                                                                                                                                                                                                                      وتسمى اقرأ.

                                                                                                                                                                                                                                      مقصودها
                                                                                                                                                                                                                                      الأمر لا سيما للمقصود بالتفضيل في سورة التين بعبادة من له الخلق والأمر، شكرا لإحسانه واجتنابا لكفرانه وطمعا في جنانه وخوفا من نيرانه، لما ثبت أنه يدين العباد يوم المعاد، وكل من اسميها دال على ذلك لأن المربي يجب شكره، ويحرم غاية التحريم كفره، على أن " اقرأ " يشير إلى الأمر، " والعلق " يشير إلى الخلق، و" اقرأ " يدل على البداية وهي العبادة بالمطابقة، وعلى النهاية وهي النجاة يوم الدين باللازم، والعلق يدل على كل من النهاية ثم البداية بالالتزام، لأن من عرف أنه مخلوق من دم عرف أن خالقه قادر على إعادته من تراب، فإن التراب أقبل للحياة من الدم، ومن صدق [بالإعادة] عمل لها، وخص العلق لأنه مركب الحياة، ولذلك سمي نفسا " بسم الله " الذي له صفات الكمال فاستحق التفرد بالإلهية " الرحمن " الذي عمت نعمته فاستوجب بالشكر من سائر البرية " الرحيم " الذي وفق من شاء [ ص: 152 ] من خواصه لما أنالهم به المواهب السنية والعطايا الوفية.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية