الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ بكك ]

                                                          بكك : البك : دق العنق . بك الشيء يبكه بكا : خرقه أو فرقه . وبك فلان يبك بكة أي زحم . وبك الرجل صاحبه يبكه بكا : زاحمه أو زحمه ; قال :


                                                          إذا الشريب أخذته أكه فخله حتى يبك بكه .



                                                          يقول : إذا ضجر الذي يورد إبله مع إبلك لشدة الحر انتظارا فخله حتى يزاحمك ، وقال ابن دريد : كأنه من الأضداد يذهب في ذلك إلى أنه التفريق والازدحام ، وكل شيء تراكب فقد تباك . وتباك القوم : تزاحموا . وفي الحديث : فتباك الناس عليه أي ازدحموا . والبكبكة : الازدحام وقد تبكبكوا . وبكبك الشيء : طرح بعضه على بعض ككبكبه . وجمع بكباك : كثير . ورجل بكباك : غليظ ، وقيل : الضكضاك الرجل القصير ، وهو البكباك . والبكك : الأحداث الأشداء ، والبكك : الحمر النشيطة ; وأنشد :


                                                          صلامة كحمر الأبك .



                                                          ويقال : فلان أبك بني فلان إذا كان عسيفا لهم يسعى في أمورهم . وبك الرجل المرأة إذا جهدها في الجماع . وبك الشيء يبكه بكا : رد نخوته ووضعه . ويقال : بككت الرجل وضعت منه ورددت نخوته ، ذكره ابن بري في ترجمة ركك وبك عنقه يبكها بكا : دقها . وبكة : [ ص: 134 ] مكة : سميت ذلك ; لأنها كانت تبك أعناق الجبابرة إذا ألحدوا فيها بظلم ، وقيل : لأن الناس يتباكون فيها من كل وجه أي يتزاحمون ، وقال يعقوب : بكة ما بين جبلي مكة ; لأن الناس يبك بعضهم بعضا في الطواف أي يزحم ، حكاه في البدل ، وقيل : سميت بكة لأن الناس يبك بعضهم بعضا في الطرق أي يدفع ، وقال الزجاج في قوله تعالى : إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا ; وقيل : إن بكة موضع البيت وسائر ما حوله مكة ، قال للذي ببكة ; فأما اشتقاقه في اللغة فيصلح أن يكون الاسم اشتق من بك الناس بعضهم بعضا في الطواف أي دفع بعضهم بعضا ، وقيل بكة اسم بطن مكة سميت بذلك لازدحام الناس . وفي حديث مجاهد : من أسماء مكة بكة ، قيل : بكة موضع البيت و مكة سائر البلد ، وقيل : هما اسما البلدة ، والباء والميم يتعاقبان ، وبك الشيء : فسخه ، ومنه أخذت بكة ، وبك الرجل : افتقر . وبك إذا خشن بدنه شجاعة . ويقال للجارية السمينة بكباكة وكبكابة ووكواكة وكوكاة ومرمارة ورجراجة . والأبك : العام الشديد ; لأنه يبك الضعفاء والمقلين . والأبك : الحمر التي يبك بعضها بعضا ، ونظيره قولهم الأعم في الجماعة ، والأمر لمصارين الفرث . والأبك : موضع نسبت الحمر إليه ، فأما ما أنشده ابن الأعرابي :


                                                          جربة كحمر الأبك     لا ضرع فيها ولا مذكي .



                                                          فزعم أنها الحمر يبك بعضها بعضا ; قال : ويضعف ذلك أن فيه ضربا من إضافة الشيء إلى نفسه وهذا مستكره ، وقد يكون الأبك ههنا الموضع فذلك أصح للإضافة . والبكبكة : شيء تفعله العنز بولدها . والبكبكة : المجئ والذهاب . أبو عبيد : أحمق باك تاك وبائك تائك ، وهو الذي لا يدري ما خطؤه وصوابه . و بعلبك : موضع ، وقد تقدم ذكرها في موضعها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية