الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في تضمين العارية

                                                                      3561 حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا يحيى عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال على اليد ما أخذت حتى تؤدي ثم إن الحسن نسي فقال هو أمينك لا ضمان عليه

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( عن الحسن ) : هو البصري ( على اليد ما أخذت ) : أي يجب على اليد رد ما أخذته . [ ص: 376 ] قال الطيبي : " ما " موصولة مبتدأ وعلى اليد خبره ، والراجع محذوف أي ما أخذته اليد ضمان على صاحبها ، والإسناد إلى اليد على المبالغة لأنها هي المتصرفة ( حتى تؤدي ) : بصيغة الفاعل المؤنث والضمير إلى اليد أي حتى تؤديه إلى مالكه .

                                                                      والحديث دليل على أنه يجب على الإنسان رد ما أخذته يده من مال غيره بإعارة أو إجازة أو غيرهما حتى يرده إلى مالكه وبه استدل من قال بأن المستعير ضامن وسيجيء الخلاف في ذلك .

                                                                      قال في السبل : وكثيرا ما يستدلون بقوله : على اليد ما أخذت حق تؤديه على التضمين ولا دلالة فيه صريحا فإن اليد الأمينة أيضا عليها ما أخذت حتى تؤدي انتهى .

                                                                      قلت : فعلى هذا لم ينس الحسن كما زعم قتادة حين قال : هو أمينك إلخ والله تعالى أعلم وعلمه أتم .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه ، وقال الترمذي : حسن ، وهذا [ ص: 377 ] يدل على أن الترمذي يصحح سماع الحسن من سمرة وفيه خلاف تقدم ، وليس في حديث ابن ماجه قصة الحسن .




                                                                      الخدمات العلمية