الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ بلت ]

                                                          بلت : البلت : القطع . بلت الشيء يبلته ، بالفتح ، بلتا : قطعه . زعم أهل اللغة أنه مقلوب من بتله ، وليس كذلك لوجود المصدر : قال الشنفرى :


                                                          كأن لها في الأرض نسيا تقصه على أمها ، وإن تحدثك تبلت .



                                                          أي تبلت الكلام بما يعتريها من البهر . والبلت ، بالتحريك : الانقطاع . وقيل : تبلت ، في بيت الشنفرى ، تفصل الكلام ، وقال الجوهري : أي تنقطع حياء ; قال : ومن رواه تبلت ، بالكسر ، يعني تقطع وتفصل ولا تطول . وانبلت الرجل : انقطع في كل خير وشر . وبلت الرجل يبلت ، وبلت ، بالكسر ، وأبلت : انقطع من الكلام فلم يتكلم ، وبلت يبلت إذا لم يتحرك وسكت ، وقيل : بلت الحياء الكلام إذا قطعه . قال ، وقوله : وإن تحدثك تبلت أي ينقطع كلامها من خفرها . أبو عمرو : البليت الرجل الزميت ، والبليت : الفصيح الذي يبلت الناس أي يقطعهم ، وقيل : البليت من الرجال : البين الفصيح ، اللبيب ، الأريب ، قال الشاعر :


                                                          ألا أرى ذا الضعفة الهبيتا     المستطار قلبه ، المسحوتا
                                                          يشاهل العميثل البليتا     الصمكيك الهشم الزميتا .



                                                          الهبيت : الأحمق . والعميثل : السيد الكريم ، والمسحوت : الذي لا يشبع ، والهشم : السخي ، والزميت : الحليم ، والصمكوك والصمكيك : الصميان من الرجال ، وهو الأهوج الشديد ، وعبر ابن الأعرابي عنه بأنه التام ; وأنشد :


                                                          وصاحب ، صاحبته ، زميت     ميمن في قوله ، ثبيت
                                                          ليس على الزاد بمستميت .



                                                          قال : وكأنه ضد ، وإن كان الضدان في التصريف . وتبا له بلتا أي قطعا أراد قاطعا ، فوضع المصدر موضع الصفة . ويقال : لئن فعلت كذا وكذا ، ليكونن بلتة بيني وبينك إذا أوعده بالهجران ، وكذلك بتلة ما بيني وبينك بمعناه . أبو عمرو : يقال أبلته يمينا إذا أحلفته ، والفعل بلت بلتا ، وأصبرته أي أحلفته ، وقد صبر يمينا ; قال : وأبلته أنا يمينا أي حلفت له . قال الشنفرى : وإن تحدثك تبلت أي توجز . والمبلت : المهر المضمون ، حميرية . ومهر مبلت ، من ذلك ; قال

                                                          :

                                                          وما زوجت إلا بمهر مبلت



                                                          أي مضمون ، بلغة حمير . وفي حديث سليمان - على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام - : احشروا الطير إلا الشنقاء والرنقاء ، والبلت ، قال ابن الأثير : البلت طائر محترق الريش إذا وقعت ريشة منه في الطير أحرقته .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية