الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ فرم ]

                                                          فرم : الفرم والفرام : ما تتضيق به المرأة من دواء . ومرأة فرماء ومستفرمة : وهي التي تجعل الدواء في فرجها ليضيق . التهذيب : التفريب والتفريم ، بالباء والميم ، تضييق المرأة فلهمها بعجم الزبيب . يقال : استفرمت المرأة إذا احتشت ، فهي مستفرمة ، وربما تتعالج بحب الزبيب تضيق به متاعها . وكتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج لما شكا منه أنس بن مالك : يا بن المستفرمة بعجم الزبيب ، وهو مما يستفرم به ، يريد أنها تعالج به فرجها ليضيق ويستحصف ، وقيل : إنما كتب إليه بذلك لأن في نساء ثقيف سعة فهن يفعلن ذلك يستضقن به . وفي الحديث : أن الحسين بن علي ، عليهما السلام ، قال لرجل عليك بفرام أمك ; سئل عنه ثعلب فقال : كانت أمه ثقفية ، وفي أحراح نساء ثقيف سعة ، ولذلك يعالجن بالزبيب وغيره . وفي حديث الحسن ، عليه السلام : حتى لا تكونوا أذل من فرم الأمة ; وهو بالتحريك ما تعالج به المرأة فرجها ليضيق ، وقيل : هي خرقة الحيض . أبو زيد : الفرامة الخرقة التي تحملها المرأة في فرجها ، [ ص: 174 ] واللجمة : الخرقة التي تشدها من أسفلها إلى سرتها ، وقيل : الفرام أن تحيض المرأة وتحتشي بالخرقة وقد افترمت ; قال الشاعر :


                                                          وجدتك فيها كأم الغلام متى ما تجد فارما تفترم



                                                          الجوهري : الفرمة ، بالتسكين ، والفرم ما تعالج به المرأة قبلها ليضيق ; وقول امرئ القيس :


                                                          يحملننا والأسل النواهلا     مستفرمات بالحصى حوافلا



                                                          يقول : من شدة جريها يدخل الحصى في فروجها . وفي حديث أنس : أيام التشريق أيام لهو وفرام ; قال ابن الأثير : هو كناية عن المجامعة ، وأصله من الفرم وهو تضييق المرأة فرجها بالأشياء العفصة ، وقد استفرمت أي احتشت بذلك . والمفارم : الخرق تتخذ للحيض لا واحد لها . والمفرم : المملوء بالماء وغيره ، هذلية ; قال البريق الهذلي :


                                                          وحي حلال لهم سامر     شهدت وشعبهم مفرم



                                                          أي مملوء بالناس . أبو عبيد : المفرم من الحياض المملوء بالماء ، في لغة هذيل ; وأنشد :


                                                          حياضها مفرمة مطبعه



                                                          يقال : أفرمت الحوض وأفعمته وأفأمته إذا ملأته . الجوهري : أفرمت الإناء ملأته ، بلغة هذيل . والفرمى : اسم موضع ليس بعربي صحيح . الجوهري : وفرما ، بالتحريك ، موضع ; قال سليك بن السلكة يرثي فرسا له نفق في هذا الموضع :


                                                          كأن قوائم النحام لما     تحمل صحبتي أصلا محار
                                                          علا فرماء عالية شواه     كأن بياض غرته خمار



                                                          يقول : علت قوائمه فرماء ; قال ابن بري : من زعم أن الشاعر رثى فرسه في هذا البيت لم يروه إلا عالية شواه لأنه إذا مات انتفخ وعلت قوائمه ، ومن زعم أنه لم يمت وإنما وصفه بارتفاع القوائم فإنه يرويه عالية شواه وعالية ، بالرفع والنصب ، قال : وصواب إنشاده على قرماء ، بالقاف ، قال : وكذلك هو في كتاب سيبويه ، وهو المعروف عند أهل اللغة ، قال ثعلب : قرماء عقبة وصف أن فرسه نفق وهو على ظهره قد رفع قوائمه ، ورواه عالية شواه لا غير ، والنحام : اسم فرسه وهو من النحمة وهي الصوت . قال ابن بري : يقال ليس في كلام العرب فعلاء إلا ثلاثة أحرف وهي : فرماء وجنفاء وجسداء ، وهي أسماء مواضع ، فشاهد فرماء بيت سليك بن السلكة هذا ; وشاهد جنفاء قول الشاعر :


                                                          رحلت إليك من جنفاء حتى     أنخت فناء بيتك بالمطالي



                                                          وشاهد جسداء قول لبيد :


                                                          فبتنا حيث أمسينا ثلاثا     على جسداء تنبحنا الكلاب



                                                          قال : وزاد الفراء ثأداء وسحناء ، لغة في الثأداء والسحناء ، وزاد ابن القوطية نفساء ، لغة في النفساء . قال : ومما جاء فيه فعلاء وفعلاء ثأداء وثأداء وسحناء وسحناء وامرأة نفساء ونفساء ، لغة في النفساء . قال ابن كيسان : أما ثأداء والسحناء فإنما حركتا لمكان حرف الحلق كما يسوغ التحريك في مثل النهر والشعر ، قال : وفرماء ليست فيه هذه العلة ، قال : وأحسبها مقصورة مدها الشاعر ضرورة ، قال : ونظيرها الجمزى في باب القصر ، وحكى علي بن حمزة عن ابن حبيب أنه قال : لا أعلم قرماء ، بالقاف ، ولا أعلمه إلا فرماء بالفاء ، قال : وهي بمصر ; وأنشد قول الشاعر :


                                                          حائطي فرماء مني     قصائد لا أريد بها عتابا



                                                          وقال ابن خالويه : الفرما ، بالفاء ، مقصور لا غير ، وهي مدينة بقرب مصر ، سميت بأخي الإسكندر ، واسمه فرما ، وكان الفرما كافرا ، وهي قرية إسماعيل بن إبراهيم ، عليه السلام .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية