الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب فضيلة الخل والتأدم به

                                                                                                                2051 حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا يحيى بن حسان أخبرنا سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم الأدم أو الإدام الخل وحدثناه موسى بن قريش بن نافع التميمي حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي حدثنا سليمان بن بلال بهذا الإسناد وقال نعم الأدم ولم يشك

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                فيه حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( نعم الإدام أو الأدم الخل ) وفي رواية [ ص: 205 ] ( نعم الأدم ) بلا شك . وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أهله الأدم فقالوا : ( ما عندنا إلا خل فدعا به ، فجعل يأكل به ويقول : نعم الأدم الخل ) وذكره من طرق أخرى بزيادة .

                                                                                                                في الحديث فضيلة الخل ، وأنه يسمى أدما ، وأنه أدم فاضل جيد . قال أهل اللغة : الإدام بكسر الهمزة ما يؤتدم به ، يقال : أدم الخبز يأدمه بكسر الدال ، وجمع الإدام أدم بضم الهمزة والدال ، كإهاب وأهب ، وكتاب وكتب . والأدم بإسكان الدال مفرد كالإدام . وفيه استحباب الحديث على الأكل تأنيسا للآكلين .

                                                                                                                وأما معنى الحديث فقال الخطابي والقاضي عياض : معناه مدح الاقتصار في المأكل ومنع النفس من ملاذ الأطعمة .

                                                                                                                تقديره ائتدموا بالخل وما في معناه مما تخف مؤنته ، ولا يعز وجوده ، ولا تتأنقوا في الشهوات ، فإنها مفسدة للدين ، مسقمة للبدن . هذا كلام الخطابي ومن تابعه . والصواب الذي ينبغي أن يجزم به أنه مدح للخل نفسه ، وأما الاقتصار في المطعم وترك الشهوات فمعلوم من قواعد أخر . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية