الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ فصص ]

                                                          فصص : فص الأمر : أصله وحقيقته . وفص الشيء : حقيقته وكنهه ، والكنه : جوهر الشيء ، والكنه : نهاية الشيء وحقيقته . يقال : أنا آتيك بالأمر من فصه ; يعني من مخرجه الذي قد خرج منه ; قال الشاعر :


                                                          وكم من فتى شاخص عقله وقد تعجب العين من شخصه     ورب امرئ تزدريه العيون
                                                          ويأتيك بالأمر من فصه



                                                          ويروى :


                                                          ورب امرئ خلته مائقا



                                                          ويروى :


                                                          وآخر تحسبه جاهلا



                                                          وفص الأمر : مفصله . وفص العين : حدقتها . وفص الماء : حببه . وفص الخمر : ما يرى منها . والفص : المفصل ، والجمع من كل ذلك أفص وفصوص ، وقيل : المفاصل كلها فصوص ، واحدها فص إلا الأصابع فإن ذلك لا يقال لمفاصلها . أبو زيد : الفصوص المفاصل في العظام كلها إلا الأصابع . قال شمر : خولف أبو زيد في الفصوص فقيل إنها البراجم والسلاميات . ابن شميل في كتاب الخيل : الفصوص من الفرس مفاصل ركبتيه وأرساغه وفيها السلاميات وهي عظام الرسغين ; وأنشد غيره في صفة الفحل من الإبل :


                                                          قريع هجان لم تعذب فصوصه     بقيد ولم يركب صغيرا فيجدعا



                                                          ابن السكيت في باب ما جاء بالفتح : يقال فص الخاتم ، وهو يأتيك بالأمر من فصه يفصله لك . وكل ملتقى عظمين ، فهو فص . ويقال للفرس : إن فصوصه لظماء أي ليست برهلة كثيرة اللحم ، والكلام في هذه الأحرف الفتح . الليث : الفص السن من أسنان الثوم ، والفصافص واحدتها فصفصة . وفص الخاتم وفصه ، بالفتح والكسر : المركب فيه ، والعامة تقول فص ، بالكسر ، وجمعه أفص وفصوص وفصاص ، والفص المصدر ، والفص الاسم . وفص الجرح يفص فصيصا ، لغة في فز : سال ، وقيل : سال منه شيء وليس بكثير . قال الأصمعي : إذا أصاب الإنسان جرح فجعل يسيل ويندى قيل : فص يفص فصيصا ، وفز يفز فزيزا . وفص العرق : رشح . وفص الجندب ، وفصيصه : صوته . والفصيص : الصوت ; وأنشد شمر قول امرئ القيس :


                                                          يغالين فيه الجزء لولا هواجر     جنادبها صرعى لهن فصيص



                                                          يغالين : يطاولن . يقال : غاليت فلانا أي طاولته . وقوله لهن فصيص أي صوت ضعيف مثل الصفير يقول :

                                                          يطاولن الجزء لو قدرن     عليه ولكن الحر يعجلهن

                                                          . الليث : فص العين حدقتها ; وأنشد :


                                                          بمقلة توقد فصا أزرقا



                                                          ابن الأعرابي : فصفص إذا أتى بالخبر حقا . وانفص الشيء من الشيء وانفصى : انفصل . قال أبو تراب : قال حترش فصصت كذا من كذا وافتصصته أي فصلته وانتزعته ، وانفص منه أي انفصل منه ، وافتصصته افترزته . الفراء : أفصصت إليه من حقه شيئا أي أخرجت ، وما استفص منه شيئا أي ما استخرج ، وأفص إليه من حقه شيئا : أعطاه ، وما فص في يديه منه شيء يفص فصا أي ما حصل . ويقال : ما فص في يدي شيء أي ما برد ; قال الشاعر :


                                                          لأمك ويلة وعليك أخرى     فلا شاة تفص ولا بعير



                                                          والفصيص : التحرك والالتواء . والفصفص والفصفصة ، بالكسر : الرطبة ، وقيل : هي القت ، وقيل : هي رطب القت ; قال الأعشى :


                                                          ألم تر أن الأرض أصبح بطنها     نخيلا وزرعا نابتا وفصافصا



                                                          وقال أوس :


                                                          وقارفت وهي لم تجرب وباع لها     من الفصافص بالنمي سفسير



                                                          وأصلها بالفارسية إسفست . والنمي : الفلوس ، ونسب الجوهري هذا البيت للنابغة ، وقال يصف فرسا . وفصفص دابته : أطعمها إياها . وفي الحديث : ليس في الفصافص صدقة ، جمع فصفصة ، وهي الرطبة من علف الدواب ، ويسمى القت ، فإذا جف فهو قضب ، ويقال فسفسة بالسين .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية