الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ فقه ]

                                                          فقه : الفقه : العلم بالشيء والفهم له ، وغلب على علم الدين لسيادته وشرفه وفضله على سائر أنواع العلم كما غلب النجم على الثريا والعود على المندل ; قال ابن الأثير : واشتقاقه من الشق والفتح ، وقد جعله العرف خاصا بعلم الشريعة ، شرفها الله تعالى ، وتخصيصا بعلم الفروع منها . قال غيره : والفقه في الأصل الفهم . يقال : أوتي فلان فقها في الدين أي فهما فيه . قال الله عز وجل : ليتفقهوا في الدين أي ليكونوا علماء به ، وفقهه الله ; ودعا النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لابن عباس فقال : اللهم علمه الدين وفقهه في التأويل أي فهمه تأويله ومعناه ، فاستجاب الله دعاءه وكان من أعلم الناس في زمانه بكتاب الله تعالى . وفقه فقها : بمعنى علم علما . ابن سيده : وقد فقه فقاهة وهو فقيه من قوم فقهاء ، والأنثى فقيهة من نسوة فقائه . وحكى اللحياني : نسوة فقهاء ، وهي نادرة ، قال : وعندي أن قائل فقهاء من العرب لم يعتد بهاء التأنيث ، ونظيرها نسوة فقراء . وقال بعضهم : فقه الرجل فقها وفقها وفقه . وفقه الشيء : علمه . وفقهه وأفقهه : علمه . وفي التهذيب : وأفقهته أنا أي بينت له تعلم الفقه . ابن سيده : وفقه عنه ، بالكسر ، فهم . ويقال : فقه فلان عني ما بينت له يفقه فقها إذا فهمه . قال الأزهري : قال لي رجل من كلاب وهو يصف لي شيئا فلما فرغ من كلامه قال : أفقهت ؟ يريد أفهمت . ورجل فقه : فقيه ، والأنثى فقهة . ويقال للشاهد : كيف فقاهتك لما أشهدناك ، ولا يقال في غير ذلك . الأزهري : وأما فقه ، بضم القاف ، فإنما يستعمل في النعوت . يقال : رجل فقيه ، وقد فقه يفقه فقاهة إذا صار فقيها وساد الفقهاء . وفي حديث سلمان : أنه نزل على نبطية بالعراق فقال لها : هل هنا مكان نظيف أصلي فيه ؟ فقالت : طهر قلبك وصل حيث شئت ، فقال سلمان : فقهت أي فهمت وفطنت للحق والمعنى الذي أرادت ، وقال شمر : معناه أنها فقهت هذا المعنى الذي خاطبته ، ولو قال فقهت كان معناه صارت فقيهة . يقال : فقه عني كلامي يفقه أي فهم ، وما كان فقيها ولقد فقه وفقه . وقال ابن شميل : أعجبني فقاهته أي فقهه . ورجل فقيه : عالم . وكل عالم بشيء فهو فقيه ; من ذلك قولهم : فلان ما يفقه وما ينقه ; معناه لا يعلم ولا يفهم . ونقهت الحديث أنقهه إذا فهمته . وفقيه العرب : عالم العرب . وتفقه : تعاطى الفقه . وفاقهته إذا باحثته في العلم . والفقه : الفطنة . وفي المثل : خير الفقه ما حاضرت به ، وشر الرأي الدبري . وقال عيسى بن عمر : قال لي أعرابي : شهدت عليك بالفقه أي الفطنة . وفحل فقيه : طب بالضراب حاذق . وفي الحديث : لعن الله النائحة والمستفقهة ، هي التي تجاوبها في قولها لأنها تتلقفه وتتفهمه فتجيبها عنه . ابن بري : الفقهة المحالة في نقرة القفا ; قال الراجز :


                                                          وتضرب الفقهة حتى تندلق



                                                          قال : وهي مقلوبة من الفهقة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية