الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ فيظ ]

                                                          فيظ : فاظ الرجل ، وفي المحكم : فاظ فيظا وفيوظا وفيظوظة وفيظانا وفيظانا ; الأخيرة عن اللحياني : مات ; قال رؤبة :


                                                          والأزد أمسى شلوهم لفاظا


                                                          لا يدفنون منهم من فاظا


                                                          إن مات في مصيفه أو قاظا



                                                          أي من كثرة القتلى . وفي الحديث : أنه أقطع الزبير حضر فرسه فأجرى الفرس حتى فاظ ، ثم رمى بسوطه فقال : أعطوه حيث بلغ السوط ; فاظ بمعنى مات . وفي حديث قتل ابن أبي الحقيق : فاظ واله بني إسرائيل . وفاظت نفسه تفيظ أي خرجت روحه ، وكرهها بعضهم ; وقال دكين الراجز :


                                                          اجتمع الناس وقالوا عرس     ففقئت عين وفاظت نفس



                                                          وأفاظه الله إياها ، وأفاظه الله نفسه ; قال الشاعر :


                                                          فهتكت مهجة نفسه فأفظتها     وثأرته بمعمم الحلم



                                                          الليث : فاظت نفسه فيظا وفيظوظة إذا خرجت ، والفاعل فائظ ، وزعم أبو عبيدة أنها لغة لبعض تميم ; يعني فاظت نفسه وفاضت . الكسائي : تفيظوا أنفسهم ، قال : وقال بعضهم لأفيظن نفسك ، وحكي عن أبي عمرو بن العلاء أنه لا يقال فاظت نفسه ولا فاضت ، إنما يقال فاظ فلان ، قال : ويقال فاظ الميت ، قال : ولا يقال فاض بالضاد ، بتة . ابن السكيت : يقال فاظ الميت يفيظ فيظا ويفوظ فوظا ، كذا رواها الأصمعي ; قال ابن بري : ومثل فاظ الميت قول قطري :


                                                          فلم أر يوما كان أكثر مقعصا     يبيح دما من فائظ وكليم



                                                          وقال العجاج :


                                                          كأنهم من فائظ مجرجم     خشب نفاها دلظ بحر مفعم



                                                          وقال سراقة بن مرداس بن أبي عامر أخو العباس بن مرداس في يوم أوطاس ، وقد اطردته بنو نصر وهو على فرسه الحقباء :


                                                          ولولا الله والحقباء فاظت


                                                          عيالي وهي بادية العروق


                                                          إذا بدت الرماح لها تدلت


                                                          تدلي لقوة من رأس نيق



                                                          وحان فوظه أي فيظه على المعاقبة ، حكاه اللحياني . وفاظ فلان نفسه أي قاءها ; عن اللحياني . وضربته حتى أفظت نفسه . الكسائي : فاظت نفسه وفاظ هو نفسه أي قاءها ، يتعدى ، ولا يتعدى ، وتفيظوا أنفسهم : تقيئوها . الكسائي : هو تفيظ نفسه . الفراء : أهل الحجاز وطيء يقولون فاظت نفسه ، وقضاعة وتميم وقيس يقولون فاضت نفسه ، مثل فاضت دمعته . وقال أبو زيد وأبوعبيدة : فاظت نفسه ، بالظاء ، لغة قيس ، وبالضاد ، لغة تميم . وروى المازني عن أبي زيد أن العرب تقول فاظت نفسه بالظاء ، إلا بني ضبة فإنهم يقولونه بالضاد ، ومما يقوي فاظت ، بالظاء ، قول الشاعر :


                                                          يداك يد جودها يرتجى     وأخرى لأعدائها غائظه
                                                          فأما التي خيرها يرتجى     فأجود جودا من اللافظه
                                                          وأما التي شرها يتقى فنفس العدو لها فائظه



                                                          ومثله قول الآخر :


                                                          وسميت غياظا ولست بغائظ     عدوا ولكن للصديق تغيظ
                                                          فلا حفظ الرحمن روحك حية     ولا وهي في الأرواح حين تفيظ



                                                          أبو القاسم الزجاجي : يقال فاظ الميت ، بالظاء ، وفاضت نفسه ، بالضاد ، وفاظت نفسه ، بالظاء ، جائز عند الجميع إلا الأصمعي فإنه لا يجمع بين الظاء والنفس والذي أجاز فاظت نفسه ، بالظاء ، يحتج بقول الشاعر :


                                                          كادت النفس أن تفيظ عليه     إذ ثوى حشو ريطة وبرود



                                                          وقول الآخر :


                                                          هجرتك لا قلى مني ولكن     رأيت بقاء ودك في الصدود
                                                          كهجر الحائمات الورد لما     رأت أن المنية في الورود
                                                          تفيظ نفوسها ظمأ وتخشى     حماما فهي تنظر من بعيد



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية