الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ بلق ]

                                                          بلق : البلق : بلق الدابة . والبلق : سواد وبياض ، وكذلك البلقة ، بالضم . ابن سيده : البلق والبلقة مصدر الأبلق ارتفاع التحجيل إلى الفخذين ، والفعل بلق يبلق بلقا وبلق ، وهي قليلة ، وابلق ، فهو أبلق . قال ابن دريد : لا يعرف في فعله إلا ابلاق وابلق . ويقال للدابة : أبلق وبلقاء ، والعرب تقول : دابة أبلق ، وجبل أبرق ، وجعل رؤبة الجبال بلقا فقال :


                                                          بادرن ريح مطر وبرقا وظلمة الليل نعافا بلقا



                                                          ويقال : ابلق الدابة يبلق ابلقاقا وابلاق ابليقاقا وابلولق ابليلاقا ، فهو مبلق ومبلاق وأبلق ; قال : وقلما تراهم يقولون بلق يبلق كما أنهم لا يقولون دهم يدهم ولا كمت يكمت ، وقولهم :


                                                          ضرط البلقاء جالت في الرسن .



                                                          يضرب للباطل الذي لا يكون ، وللذي يعد الباطل . وأبلق : ولد له ولد بلق . وفي المثل : طلب الأبلق العقوق ، يضرب لمن يطلب ما لا يمكن ، وقد مضى ذلك في ترجمة أنق . والبلق : حجر باليمن يضيء ما وراءه كما يضيء الزجاج . والبلق : الباب في بعض اللغات . وبلقه يبلقه بلقا وأبلقه : فتحه كله ، وقيل : فتحه فتحا شديدا وأغلقه ، ضد . وانبلق الباب : انفتح ، ومنه قول الشاعر :


                                                          فالحصن منثلم والباب منبلق .



                                                          وفي حديث زيد : فبلق الباب ، أي فتح كله . يقال : بلقته فانبلق . والبلق : الفسطاط ، قال امرؤ القيس :


                                                          فليأت وسط قبابه بلقي     وليأت وسط قبيله رجلي .



                                                          وفي رواية : وليأت وسط خميسه . والبلوق والبلوقة ، والفتح أعلى : رملة لا تنبت إلا الرخامى ، قال ذو الرمة في صفة ثور :


                                                          يرود الرخامى لا يرى مستظامه     ببلوقة ، إلا كبير المحافر .



                                                          أراد أنه يستثير الرخامى . والبلوقة : ما استوى من الأرض ، وقيل : هي بقعة ليس بها شجر ولا تنبت شيئا ، وقيل : هي قفر من الأرض لا يسكنها إلا الجن ، وقيل : هو ما استوى من الأرض . الليث : البلوقة والجمع البلاليق ، وهي مواضع لا ينبت فيها الشجر . أبو عبيد : السباريت الأرضون التي لا شيء فيها ، وكذلك البلاليق والموامي . وقال أبو خيرة : البلوقة مكان صلب بين الرمال كأنه مكنوس تزعم الأعراب أنه من مساكن الجن . الفراء : البلوقة أرض واسعة مخصبة لا يشاركك فيها أحد ، يقال : تركتهم في بلوقة من الأرض ، وقيل : البلوقة مكان فسيح من الأرض بسيطة تنبت الرخامى لا غيرها . والأبلق الفرد : قصر السموأل بن عادياء اليهودي بأرض تيماء ، قال الأعشى :


                                                          بالأبلق الفرد من تيماء ، منزله     حصن حصين وجار غير ختار .



                                                          وفي المثل : تمرد مارد وعز الأبلق ، وقد يقال : أبلق ، قال الأعشى :


                                                          وحصن بتيماء اليهودي أبلق .



                                                          أبدل أبلق من حصن ، وقيل : مارد والأبلق حصنان قصدتهما زباء ملكة الجزيرة فلما لم تقدر عليهما قالت ذلك . والبلاليق : الموامي ، والواحدة بلوقة وهي المفازة ، وقال عمارة في الجمع :


                                                          فوردت من أيمن البلالق

                                                          .

                                                          وقال الأسود بن يعفر : ثم ارتعين البلالقا . وقال الخليل : البالوقة لغة في البالوعة . والبلقاء : أرض بالشام ، وقيل مدينة ; وأنشد ابن بري لحسان :


                                                          انظر خليلي ، بباب جلق ، هل     تؤنس دون البلقاء من أحد ؟



                                                          والبلق : اسم أرض ; قال :


                                                          رعت بمعقب فالبلق نبتا     أطار نسيلها عنها فطارا .



                                                          وبليق : اسم فرس . وفي المثل : يجري بليق ويذم ، يضرب للرجل يجتهد ثم يلام ، وقيل : هو اسم فرس كان يسبق مع الخيل ، وهو مع ذلك يعاب : أبو عمرو : البلق فتح كعبة الجارية ; قال : وأنشدني فتى من الحي :


                                                          ركب تم وتمت ربته     كان مختوما ففضت كعبته .



                                                          والبلق : الحمق الذي ليس بمحكم بعد .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية