الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ بلم ]

                                                          بلم : البلمة : برمة العضاه ، عن أبي حنيفة . والبيلم القطن ، وقيل : قطن القصب ، وقيل : الذي في جوف القصبة ، وقيل : قطن البردي ، وقيل : جوز القطن ، وسيف بيلمي : أبيض . والإبلم والأبلم والأبلم والإبلمة والأبلمة ، كل ذلك : الخوصة . يقال : المال بيننا والأمر بيننا شق الإبلمة ، وبعضهم يقول : شق الأبلمة ، وهي الخوصة ، وذلك لأنها تؤخذ فتشق طولا على السواء . وفي حديث السقيفة : الأمر بيننا وبينكم كقد الأبلمة ، الأبلمة ، بضم الهمزة واللام وفتحهما وكسرهما ، أي خوصة المقل ، وهمزتها زائدة ، يقول : نحن وإياكم في الحكم سواء لا فضل لأمير على مأمور كالخوصة إذا شقت باثنتين متساويتين . الجوهري : الأبلم خوص المقل ، وفيه ثلاث لغات : أبلم وأبلم وإبلم ، والواحدة بالهاء . ونخل مبلم : حوله الأبلم ، قال :


                                                          خود تريك الجسد المنعما كما رأيت الكثر المبلما .



                                                          قال أبو زياد : الأبلم ، بالفتح ، بقلة تخرج لها قرون كالباقلى وليس لها أرومة ، ولها وريقة منتشرة الأطراف كأنها ورق الجزر ، حكى ذلك أبو حنيفة . والبلم والبلمة : داء يأخذ الناقة في رحمها فتضيق لذلك ، وأبلمت : أخذها ذلك . والبلمة : الضبعة ، وقيل : هي ورم الحياء من شدة الضبعة . الأصمعي : إذا ورم حياء الناقة من الضبعة قيل : قد أبلمت ، ويقال : بها بلمة شديدة . والمبلم والمبلام : الناقة التي لا ترغوا من شدة الضبعة ، وخص ثعلب به البكرة من الإبل ، قال أبو الهيثم : إنما تبلم البكرات خاصة دون غيرها ، قال نصير : البكرة التي لم يضربها الفحل قط فإنها إذا ضبعت أبلمت فيقال هي مبلم ، بغير هاء ، وذلك أن يرم حياؤها عند ذلك ، ولا تبلم إلا بكرة ، قال أبو منصور : وكذلك قال أبو زيد : المبلم البكرة التي لم تنتج قط ولم يضربها فحل ، فذلك الإبلام ، وإذا ضربها الفحل ثم نتجوها فإنها تضبع ولا تبلم . الجوهري : أبلمت الناقة إذا ورم حياؤها من شدة الضبعة ، وقيل : لا تبلم إلا البكرة ما لم تنتج . وأبلمت شفته : ورمت ، والاسم البلمة . ورجل أبلم أي غليظ الشفتين ، وكذلك بعير أبلم . وأبلم الرجل إذا ورمت شفتاه . ورأيت شفتيه مبلمتين إذا ورمتا . والتبليم : التقبيح . يقال : لا تبلم عليه أمره ، أي لا تقبح أمره ، مأخوذ من أبلمت الناقة إذا ورم حياؤها من الضبعة . ابن بري : قال أبو عمرو : يقال ما سمعت له أبلمة أي حركة ; وأنشد :


                                                          فما سمعت ، بعد تلك النأمه     منها ولا منه هناك أبلمه

                                                          .

                                                          وفي حديث الدجال : رأيته بيلمانيا أقمر هجانا ، أي ضخما منتفخا ويروى بالفاء . والبلماء : ليلة البدر لعظم القمر فيها لأنه يكون تاما . التهذيب : أبو الهذيل الإبليم العنبر ; وأنشد :


                                                          وحرة غير متفال لهوت بها     لو كان يخلد ذو نعمى لتنعيم
                                                          كأن ، فوق حشاياها ومحبسها     صوائر المسك مكبولا بإبليم .



                                                          أي بالعنبر ، قال الأزهري وقال غيره : الإبليم العسل ، قال : ولا أحفظه لإمام ثقة ، وبيلم النجار : لغة في البيرم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية