الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
الوجه الخامس عشر: أن يقال: قولك: " إما تكون متماثلة الماهية أو مختلفة الماهية. تقسيم غير حاصر، لأن التماثل والاختلاف فرع التغاير، ونحن لا نسلم أن الواحد منها يقال إنه عين الآخر حتى يقال إنه مثله أو خلافه، بل لا يقال إنه غيره لا مثله ولا خلافه، ولا يقال: هو هو، كما يقوله كثير من الصفاتية أو أكثرهم في العلم والقدرة والحياة إن أحدها وإن [ ص: 151 ] لم يكن عين الآخر فلا يقال: إنه غيره ولا أنه مثله ولا خلافه لأن التماثل والاختلاف فرع التغاير، فإن الغيرين إما أن يكونا مثلين أو خلافين، والخلافان إما أن يكونا ضدين أو خلافين غير ضدين، وإذا كان كذلك فالمتغايران ما يجوز وجود أحدهما دون الآخر ولا ينقض هذا بالخالق والمخلوق؛ فإن الله يجوز وجوده بدون المخلوق، وصفات الحق لا يجوز وجود بعضها دون بعض، فلا تكون متغايرة ولا توصف بتماثل ولا اختلاف.

التالي السابق


الخدمات العلمية