الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ أدد ]

                                                          أدد : الإد والإدة : العجب والأمر الفظيع العظيم والداهية ، وكذلك الآد مثل فاعل ، وجمع الإد إداد ، وجمع الإدة إداد ; وأمر إد وصف به ; هذه عن اللحياني . وفي التنزيل العزيز : لقد جئتم شيئا إدا ; قراءة القراء إدا ، بكسر الألف ، إلا ما روي عن أبي عمرو أنه قرأ : ( أدا ) . قال : ومن العرب من يقول لقد جئت بشيء آد مثل ماد ، قال : وهو في الوجوه كلها بشيء عظيم ; وأنشد ابن دريد :


                                                          يا أمنا ركبت أمرا إدا رأيت مشبوح الذراع نهدا     فنلت منه رشفا وبردا

                                                          والإد : الداهية تئد وتؤد أدا . قال ابن سيده : وأرى اللحياني حكى تأد ، فإما أن يكون بني ماضيه على فعل ، وإما أن يكون من باب أبى يأبى . وأده الأمر يؤده ويئده إذا دهاه . الليث : يقال أدت فلانا داهية تؤده أدا ، بالفتح ; قال رؤبة :


                                                          والإدد الإداد والعضائلا

                                                          والإد ، بكسر الهمزة : الشدة . وفي حديث علي - رضي الله تعالى عنه - ، قال : رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام فقلت : ما لقيت بعدك من الإدد والأود ; الإدد بكسر الهمزة : الدواهي العظام ، واحدتها إدة ، بالكسر والتشديد ، والأود : العوج . والأد : الغلبة والقوة ; قال :


                                                          نضون عني شدة وأدا     من بعد ما كنت صملا نهدا

                                                          وأدت الناقة والإبل تؤد أدا : رجعت الحنين في أجوافها . وأد الناقة : [ ص: 71 ] حنينها ومدها لصوتها ; عن كراع . وأد البعير يؤد أدا : هدر . وأد الشيء والحبل يؤده أدا : مده . وأد في الأرض يؤد أدا : ذهب . وأدد الطريق : درره . والأد : صوت الوطء ، قال الشاعر :


                                                          يتبع أرضا جنها يهول     أد وسجع ونهيم هتمل

                                                          والأديد : الجلبة . وشديد أديد : إتباع له . وأدد وأدد : أبو عدنان ، وهو أد بن طابخة بن الياس بن مضر ; قال الشاعر :


                                                          أد بن طابخة أبونا فانسبوا     يوم الفخار أبا كأد ، تنفروا

                                                          قال ابن دريد : أحسب أن الهمزة في أد واو لأنه من الود أي الحب ، فأبدلت الواو همزة ، كما قالوا أقتت وأرخ الكتاب . وأدد : أبو قبيلة من اليمن ، وهو أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ بن حمير ; والعرب تقول أددا ، جعلوه بمنزلة ثقب ولم يجعلوه بمنزلة عمر ; الأزهري : وكان لقريش صنم يدعونه ودا ومنهم من يهمز فيقول أد .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية