الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  146 باب خروج النساء إلى البراز .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي : هذا باب في بيان خروج النساء إلى البراز ، وهو بفتح الباء الموحدة اسم للفضاء الواسع من الأرض ويكنى به عن الحاجة ، وقال الخطابي : وأكثر الرواة يقولون بكسر الباء ، وهو غلط ; لأن البراز بالكسر مصدر بارزت الرجل مبارزة وبرازا ، وقال بعضهم : قلت : بل هو موجه ; لأنه يطلق بالكسر على نفس الخارج ، قال الجوهري : البراز المبارزة في الحرب ، والبراز أيضا كناية عن ثفل الغذاء ، وهو الغائط والبراز بالفتح الفضاء الواسع ، انتهى .

                                                                                                                                                                                  فعلى هذا من فتح أراد الفضاء ، وهو من إطلاق اسم المحل على الحال ، كما تقدم مثله في الغائط ، ومن كسر أراد نفس الخارج ، انتهى .

                                                                                                                                                                                  قلت : الذي قاله غير موجه والتوجيه مع الخطابي ، قال في العباب : قال ابن الأعرابي : برز ، بكسر الراء إذا ظهر بعد خمول ، وبرز بفتحها إذا خرج إلى البراز للغائط ، وهو الفضاء الواسع .

                                                                                                                                                                                  قال الفراء : هو الموضع الذي ليس فيه خمر من شجر ولا غيره ، والبراز الحاجة سميت باسم الصحراء ، كما سميت بالغائط ، ومنه حديث النبي - عليه الصلاة والسلام - : اتقوا الملاعن الثلاث : البراز في الموارد ، وقارعة الطريق ، والظل .

                                                                                                                                                                                  والمناسبة بين البابين ظاهرة ; لأن في الأول حكم التبرز وهنا حكم البراز .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية