الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              باب إفشاء السلام

                                                                              3692 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية وابن نمير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله : ( لا تدخلوا الجنة ) كذا بحذف النون هاهنا ، وفي قوله : ( ولا تؤمنوا ) والقياس ثبوتها في الموضعين ، فكأنه حذف نون الإعراب للمجانسة والازدواج ، ثم الكلام محمول على المبالغة في الحث على التحابب وإفشاء السلام ، أو المراد لا تستحقوا دخول الجنة أولا حتى تؤمنوا إيمانا كاملا ولا تؤمنوا ذلك الإيمان حتى تحابوا بفتح التاء وأصله تتحابوا ، أي : يحب بعضكم بعضا ، وأما حمل حتى تؤمنوا على أصل الإيمان وحمل ولا تؤمنوا على كماله فيأباه أن الكلام على هيئة الأشكال المنطقية ، والظاهر أنه قصد به البرهان ، وهذا التأويل يخل به لإخلاله بتكرار الحد الأوسط فليتأمل قوله : ( أفشوا السلام ) من الإفشاء ، أي : أظهروه ، والمراد نشر السلام بين الناس ليحيوا السنة قال النووي : أقله أن يرفع صوته بحيث يسمع المسلم عليه فإن لم يسمعه لم يكن آتيا بالسنة . قلت : ظاهره حمل الإفشاء على رفع الصوت به والأقرب حمله على الإكثار .




                                                                              الخدمات العلمية