الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ بهش ]

                                                          بهش : بهش : إليه بيده يبهش بهشا وبهشه بها : تناولته ، نالته أو قصرت عنه . وبهش القوم بعضهم إلى بعض يبهشون بهشا ، وهو من أدنى القتال . والبهش : المسارعة إلى أخذ الشيء . ورجل باهش وبهوش . وبهش الصقر الصيد : تفلته عليه . وبهش الرجل كأنه يتناوله لينصوه . وقد تباهشا إذا تناصيا برءوسهما ، وإن تناوله ولم يأخذه أيضا فقد بهش إليه . ونصوت الرجل نصوا إذا أخذت برأسه . ولفلان رأس طويل أي شعر طويل ، وفي الحديث : أن رجلا سأل ابن عباس عن حية قتلها وهو محرم ، فقال : هل بهشت إليك ؟ أراد : هل أقبلت إليك تريدك ؟ ومنه في الحديث : ما بهشت إليهم بقصبة ، أي ما أقبلت وأسرعت إليهم أدفعهم عني بقصبة . وفي الحديث : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يدلع لسانه للحسن بن علي ، فإذا رأى حمرة لسانه بهش إليه ، قال أبو عبيد : يقال للإنسان إذا نظر إلى شيء فأعجبه واشتهاه فتناوله وأسرع نحوه وفرح به : بهش إليه ، وقال المغيرة بن حبناء التميمي :


                                                          سبقت الرجال الباهشين إلى الندى فعالا ومجدا ، والفعال سباق .



                                                          ابن الأعرابي : البهش الإسراع إلى المعروف بالفرح . وفي حديث أهل [ ص: 168 ] الجنة : " وإن أزواجه ليبتهشن عند ذلك ابتهاشا " . وبهشت إلى الرجل وبهش إلي : تهيأت للبكاء وتهيأ له . وبهش إليه ، فهو باهش وبهش : حن . وبهش به : فرح ، عن ثعلب . الليث : رجل بهش بش بمعنى واحد . وبهشت إلى فلان بمعنى حننت إليه . وبهش إليه يبهش بهشا إذا ارتاح له وخف إليه . ويقال : بهشوا وبحشوا أي اجتمعوا ; قال : ولا أعرف بحش في كلام العرب . والبهش : رديء المقل ، وقيل : ما قد أكل قرفه ، وقيل : البهش الرطب من المقل فإذا يبس فهو خشل ، والسين فيه لغة . وفي الحديث : أمن أهل البهش أنت ؟ يعني أمن أهل الحجاز أنت ; لأن البهش هناك يكون ، وهو رطب المقل ، ويابسه الخشل . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - وقد بلغه أن أبا موسى يقرأ حرفا بلغته ; قال : إن أبا موسى لم يكن من أهل البهش ، يقول : ليس من أهل الحجاز ; لأن المقل إنما ينبت بالحجاز ، قال الأزهري : أي لم يكن حجازيا وأراد من أهل البهش أي من أهل البلاد التي يكون بها البهش . أبو زيد : الخشل المقل اليابس ، والبهش رطبه ، والملج نواه ، والحتي سويقه . وقال الليث : البهش رديء المقل ، ويقال : ما قد أكل قرفه ; وأنشد :


                                                          كما يحتفي البهش الدقيق الثعالب .



                                                          قال أبو منصور : والقول ما قال أبو زيد . وفي حديث أبي ذر : لما سمع بخروج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ شيئا من بهش فتزوده حتى قدم عليه . وبهيشة : اسم امرأة ، قال نفر جد الطرماح :


                                                          ألا قالت بهيشة : ما لنفر     أراه غيرت منه الدهور ؟



                                                          ويروى بهيسة . ويقال للقوم إذا كانوا سود الوجوه قباحا : وجوه البهش . وفي حديث العرنيين : اجتوينا المدينة وانبهشت لحومنا ، وهو من ذلك .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية