الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        [ ص: 354 ] [ ص: 355 ] كتاب القسامة

                                                                                                                        [ ص: 356 ] [ ص: 357 ] كتاب القسامة

                                                                                                                        بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                        وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما

                                                                                                                        1 - ذكر القسامة التي كانت في الجاهلية

                                                                                                                        7082 - أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله ، قال : حدثنا أبو معمر ، قال : حدثنا عبد الوارث ، قال : حدثنا قطن أبو الهيثم ، قال : حدثنا أبو يزيد المدني عن عكرمة عن ابن عباس ، قال : أول القسامة كانت في الجاهلية ، كان رجل من بني هاشم استأجر رجلا من قريش من فخذ أخرى ، قال : فانطلق معه في إبله ، فمر به رجل من بني هاشم قد انقطعت عروة جوالقه ، فقال : أغثني بعقال أشد به عروة جوالقي لا تنفر الإبل ، فأعطاه عقالا فشد به عروة جوالقه ، فلما نزلوا عقلت الإبل إلا بعيرا واحدا ، فقال الذي استأجره : ما شأن هذا البعير لم يعقل من بين [ ص: 358 ] الإبل ؟ قال : ليس له عقال ، قال : فأين عقاله ؟ قال : مر بي رجل من بني هاشم قد انقطعت عروة جوالقه ، فاستغاثني قال : أغثني بعقال أشد به عروة جوالقي لا تنفر الإبل ، فأعطيته عقاله ، فحذفه بعصا كان فيها أجله ، فمر به رجل من أهل اليمن ، قال : أتشهد الموسم ؟ قال : ما أشهد ، وربما شهدت ، قال : هل أنت مبلغ عني رسالة مرة من الدهر ؟ قال : نعم ، قال : إذا شهدت الموسم فناد : يا آل قريش فإذا أجابوك ، فناد : يا آل بني هاشم فإذا أجابوك ، فسل عن أبي طالب ، فأخبره أن فلانا قتلني في عقال . قال : ومات المستأجر ، فلما قدم الذي استأجره ، أتاه أبو طالب فقال : ما فعل صاحبنا ؟ قال : مرض فأحسنت القيام عليه ، ثم مات فوليت دفنه ، فقال : كان أهل ذلك منك ، قال : فمكث حينا ، ثم إن الرجل اليماني الذي كان أوصى إليه أن يبلغ عنه وافى الموسم ، فقال : يا آل قريش ، قالوا : هذه قريش ، قال : يا آل بني هاشم ، قالوا : هذه بنو هاشم ، قال : أين أبو طالب ؟ قالوا : هذا أبو طالب ، قال : أمرني فلان أن أبلغك رسالة ، أن فلانا قتله في عقال ، فأتاه أبو طالب ، فقال : اختر منا إحدى ثلاث : إن شئت أن تؤدي مائة من الإبل ، فإنك قتلت صاحبنا خطأ ، وإن شئت حلف خمسون من قومك أنك لم تقتله ، فإن أبيت قتلناك به ، فأتى قومه ، فذكر ذلك لهم ، فقالوا : نحلف ، فأتته [ ص: 359 ] امرأة من بني هاشم كانت تحت رجل منهم قد ولدت له ، فقالت : يا أبا طالب أحب أن تجيز ابني هذا رجلا من الخمسين ولا تصبر يمينه ، ففعل ، فأتاه رجل منهم ، فقال : يا أبا طالب أردت خمسين رجلا أن يحلفوا مكان مائة من الإبل يصيب كل رجل بعيران ، فهذان بعيران فاقبلهما عني ، ولا تصبر يميني حيث تصبر الأيمان ، فقبلهما وجاء ثمانية وأربعون رجلا حلفوا ، قال ابن عباس : فوالذي نفسي بيده ، ما حال الحول ومن الثمانية والأربعين عين تطرف .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        الخدمات العلمية