الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ بوه ]

                                                          بوه : البوهة : الرجل الضعيف الطائش ، قال امرؤ القيس :

                                                          أيا هند لا تنكحي بوهة عليه عقيقته أحسبا .



                                                          وقيل : أراد بالبوهة الأحمق . والبوهة : الرجل الأحمق . والبوهة : الرجل الضاوي . والبوهة : الصوفة المنفوشة تعمل للدواة قبل أن تبل . والبوهة : ما أطارته الريح من التراب . يقال : هو أهون من صوفة في بوهة ، قال الجوهري : وقولهم صوفة في بوهة يراد بها الهباء المنثور الذي يرى في الكوة . والبوهة : الريشة التي بين السماء والأرض تلعب بها الرياح . والبوهة : السحق . يقال : بوهة له وشوهة ! قال الأزهري في ترجمة شوه : والشوهة البعد ، وكذلك البوهة . يقال : شوهة وبوهة ، وهذا يقال في الذم . أبو عمرو : البوه اللعن . يقال : على إبليس بوه الله أي لعنة الله . والبوهة والبوه : الصقر إذا سقط ريشه . والبوهة والبوه : ذكر البوم ، وقيل : البوه الكبير من البوم ، قال رؤبة يذكر كبره :


                                                          كالبوه تحت الظلة المرشوش



                                                          وقيل : البوهة والبوه طائر يشبه البومة إلا أنه أصغر منه ، والأنثى بوهة . وقال أبو عمرو : هي البومة الصغيرة ويشبه بها الرجل الأحمق ، وأنشد بيت امرئ القيس :


                                                          أيا هند لا تنكحي بوهة



                                                          والباه والباهة : النكاح ، وقيل : الباه الحظ من النكاح . قال الجوهري : والباه مثل الجاه لغة في الباءة ، وهو الجماع . وفي الحديث : أن امرأة مات عنها زوجها فمر بها رجل وقد تزينت للباه أي للنكاح ومثله حديث ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " من استطاع منكم الباه فليتزوج ، ومن لا يستطيع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " ، أراد من استطاع منكم أن يتزوج ولم يرد به الجماع ، يدلك على ذلك قوله : ومن لم يقدر فعليه بالصوم لأنه إن لم يقدر على الجماع لم يحتج إلى الصوم ليجفر ، وإنما أراد من لم يكن عنده جدة فيصدق المنكوحة ويعولها ، والله أعلم . ابن الأعرابي : الباء والباءة والباه مقولات كلها فجعل الهاء أصلية في الباه . ابن سيده : وبهت الشيء أبوه وبهت أباه فطنت . يقال : ما بهت له وما بهت أي ما فطنت له . والمستباه : الذاهب العقل . والمستباه : الذي يخرج من أرض إلى أخرى . والمستباهة : الشجرة يقعرها السيل فينحيها من منبتها كأنه من ذلك . الأزهري : جاءت تبوه بواها أي تضج ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية