الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ بيغ ]

                                                          بيغ : تبيغ : به الدم : هاج به ، وذلك حين تظهر حمرته في البدن ، وهو في الشفة خاصة البيغ . أبو زيد : تبيغ به النوم إذا غلبه ، وتبيغ به الدم غلبه ، وتبيغ به المرض غلبه . وقال شمر : تبيغ به الدم أن يغلبه حتى يقهره ، وقال بعض العرب : تبيغ به الدم أن يغلبه حتى يقهره ، وقال بعض العرب : تبيغ به الدم أي : تردد فيه الدم . وتبيغ الماء إذا تردد فتحير في مجراه مرة كذا ومرة كذا ، وكذلك تبوح به الدم . والبيغ : توقد الدم حتى يظهر في العروق . قال شمر : أقرأني ابن الأعرابي لرؤبة :


                                                          فاعلم وليس الرأي بالتبيغ .



                                                          وفسر التبيغ من كل وجه كتبيغ الداء إذا أخذ في جسده كله واشتد ، وقوله أنشده ثعلب :


                                                          وتعلم نزيغات الهوى أن ودها     تبيغ مني كل عظم ومفصل .



                                                          لم يفسره ، وهو يحتمل أن يكون في معنى ركب فينتصب انتصاب المفعول ، ويجوز أن يكون في معنى هاج وثار فيكون التقدير على هذا : ثار مني على كل عظم ومفصل ، فحذف على وعدى الفعل بعد حذف الحرف . وتبيغ به الدم : غلبه وقهره كأنه مقلوب عن البغي ، أي : تبغى مثل جذب وجبذ وما أطيبه وأيطبه ، عن اللحياني . وإنك عالم ولا تبغ أي : لا تبيغ بك العين فتصيبك كما يتبيغ الدم بصاحبه فيقتله . وحكى بعض الأعراب : من هذا المبوغ عليه ومن هذا المبيغ عليه ؟ معناه لا يحسد . وفي الحديث : " عليكم بالحجامة لا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله " أي لا يتهيج ، وقيل : أصله من البغي ، يريد تبغى فقدم الياء وأخر الغين . وقال ابن الأعرابي : تبيغ وتبوغ ، بالواو والياء ، وأصله من البوغاء وهو التراب إذا ثار ، فمعناه لا يثر بأحدكم الدم . وفي الحديث : " إذا تبيغ بأحدكم الدم فليحتجم " . وفي حديث ابن عمر : ابغني خادما لا يكون قحما فانيا ولا صغيرا ضرعا فقد تبيغ بي الدم ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية