الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ووهبنا له إسحاق ويعقوب الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي حرب بن أبي الأسود قال : أرسل الحجاج إلى يحيى بن يعمر فقال : بلغني أنك تزعم أن الحسن والحسين من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم تجده في كتاب الله ، وقد قرأته من أوله إلى آخره فلم أجده ، قال : أليس تقرأ سورة الأنعام : ومن ذريته داود وسليمان حتى بلغ ويحيى وعيسى قال : بلى . قال : أليس عيسى من ذرية إبراهيم وليس له أب؟ [ ص: 122 ] قال : صدقت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ والحاكم والبيهقي ، عن عبد الملك بن عمير قال : دخل يحيى بن يعمر على الحجاج فذكر الحسين ، فقال الحجاج : لم يكن من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال يحيى : كذبت ، قال : لتأتيني على ما قلت ببينة ، فتلا : ومن ذريته داود وسليمان إلى قوله وعيسى وإلياس فأخبر تعالى أن عيسى من ذرية إبراهيم بأمه ، قال : صدقت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن محمد بن كعب قال : الخال والد، والعم والد، نسب الله عيسى إلى أخواله قال : ومن ذريته حتى بلغ إلى قوله وزكريا ويحيى وعيسى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ثم قال في إبراهيم : ومن ذريته داود وسليمان إلى قوله وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين ثم قال في الأنبياء الذين سماهم الله في هذه الآية : فبهداهم اقتده .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن [ ص: 123 ] مجاهد في قوله : واجتبيناهم قال : أخلصناهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن زيد في قوله : ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون قال : يريد هؤلاء الذين قال : هديناهم وفضلناهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية