الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8769 ) فصل : فأما إن حل نجم واحد فعجز عن أدائه فظاهر كلام الخرقي أنه ليس للسيد الفسخ حتى يحل نجمان قبل أدائهما . وهي إحدى الروايتين عن أحمد قال القاضي : وهو ظاهر كلام أصحابنا وروي ذلك عن علي ، رضي الله عنه وهو قول الحكم وابن أبي ليلى وأبي يوسف والحسن بن صالح [ ص: 373 ]

                                                                                                                                            وقال ابن أبي موسى : وروي عن أحمد أنه لا يعود رقيقا حتى يقول : قد عجزت . وقيل عنه : إذا أدى أكثر مال الكتابة لم يرد إلى الرق وأتبع بما بقي . والرواية الثانية : أنه إذا عجز عن نجم واحد فلسيده فسخ الكتابة ، وهو قول الحارث العكلي وأبي حنيفة والشافعي ; لأن السيد دخل على أن يسلم له مال الكتابة على الوجه الذي كاتبه عليه ، ويدفع إليه المال في نجومه ، فإذا لم يسلم له لم يلزمه عتقه ، ولما ذكرنا في الفصل الذي قبل هذا ، ولأنه عجز عن أداء النجم في وقته فجاز فسخ كتابته كالنجم الأخير .

                                                                                                                                            ولنا ما روي عن علي رضي الله عنه أنه قال : لا يرد المكاتب في الرق حتى يتوالى عليه نجمان ، ولأن ما بين النجمين محل لأداء الأول فلا يتحقق العجز عنه حتى يفوت محله بحلول الثاني .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية