الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في الوضوء مرة مرة

                                                                                                          42 حدثنا أبو كريب وهناد وقتيبة قالوا حدثنا وكيع عن سفيان ح قال وحدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا سفيان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة قال أبو عيسى وفي الباب عن عمر وجابر وبريدة وأبي رافع وابن الفاكه قال أبو عيسى وحديث ابن عباس أحسن شيء في هذا الباب وأصح وروى رشدين بن سعد وغيره هذا الحديث عن الضحاك بن شرحبيل عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة قال وليس هذا بشيء والصحيح ما روى ابن عجلان وهشام بن سعد وسفيان الثوري وعبد العزيز بن محمد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله ( عن سفيان ) هو الثوري لأن أبا نعيم صرح به في كتابه ، قاله العيني ( توضأ مرة مرة ) فيه دليل على أن الواجب من الوضوء مرة مرة ، ولهذا اقتصر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، ولو كان الواجب مرتين مرتين أو ثلاثا ثلاثا لما اقتصر على مرة مرة . قال النووي : قد أجمع المسلمون على أن الواجب في غسل الأعضاء مرة مرة ، وعلى أن الثلاث سنة ، وقد جاءت الأحاديث الصحيحة بالغسل مرة مرة ومرتين مرتين وثلاثا ثلاثا ، وبعض الأعضاء ثلاثا وبعضها مرتين ، والاختلاف دليل على جواز ذلك كله ، وأن الثلاث هي الكمال ، والواحدة تجزئ . انتهى .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن عمر وجابر وبريدة وأبي رافع وابن الفاكه ) أما حديث عمر فأخرجه الترمذي وابن ماجه ، وأما حديث جابر فأخرجه ابن ماجه ، وأما حديث بريدة فأخرجه البزار ، وأما حديث أبي رافع فأخرجه البزار أيضا والدارقطني في سننه وأما حديث ابن الفاكه فأخرجه البغوي في معجمه وفيه عدي بن الفضل وهو متروك ، وقد ذكر العيني في شرح البخاري حديث ابن الفاكه بسنده ومتنه .

                                                                                                          قلت : وفي الباب أيضا عن عبد الله بن عمر أخرجه البزار وعن عكراش بن ذؤيب ذكره أبو بكر الخطيب ، وعن أبي بن كعب أخرجه ابن ماجه .

                                                                                                          قوله : ( حديث ابن عباس أحسن شيء في هذا الباب وأصح ) أخرجه الجماعة إلا مسلما .

                                                                                                          [ ص: 129 ] قوله : ( وروى رشدين ) بكسر الراء وسكون الشين المعجمة ( بن سعد ) المهري أبو الحجاج المصري ضعيف ، رجح أبو حاتم عليه ابن لهيعة ، وقال ابن يونس : كان صالحا في دينه فأدركته غفلة الصالحين في الحديث ، من السابعة ( وغيره ) كابن لهيعة ( عن الضحاك بن شرحبيل ) الغافقي المصري صدوق يهم من الرابعة ، ورواية رشدين هذه أخرجها ابن ماجه ( والصحيح ما روى ابن عجلان وهشام بن سعد ) المدني صدوق له أوهام ورمي بالتشيع ، من كبار السابعة ( وسفيان الثوري وعبد العزيز بن محمد ) ابن عبيد الدراوردي أبو محمد الجهني مولاهم ، المدني صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطئ ، قال النسائي حديثه عن عبيد الله العمري منكر ، من الثامنة .




                                                                                                          الخدمات العلمية