الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ الذين أطلقوا من غير فداء ]

قال ابن إسحاق : فكان ممن سمي لنا من الأسارى ممن من عليه بغير فداء ، من بني عبد شمس بن عبد مناف : أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس من عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بفدائه . ومن بني مخزوم ( بن يقظة ) : المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيدة بن عمر بن مخزوم ، كان لبعض بني الحارث بن الخزرج ، فترك في أيديهم حتى خلوا سبيله . فلحق بقومه .

قال ابن هشام : أسره خالد بن زيد ، أبو أيوب ( الأنصاري ) ، أخو بني النجار .

[ ص: 660 ] قال ابن إسحاق : وصيفي بن أبي رفاعة بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، ترك في أيدي أصحابه ، فلما لم يأت أحد في فدائه أخذوا عليه ليبعثن إليهم بفدائه ، فخلوا سبيله ، فلم يف لهم بشيء ، فقال حسان بن ثابت في ذلك :

:


وما كان صيفي ليوفي ذمة قفا ثعلب أعيا ببعض الموارد

قال ابن هشام : وهذا البيت في أبيات له .

قال ابن إسحاق : وأبو عزة ، عمرو بن عبد الله بن عثمان بن أهيب بن حذافة بن جمح ، كان محتاجا ذا بنات ، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، لقد عرفت ما لي من مال ، وإني لذو حاجة ، وذو عيال ، فامنن علي ، فمن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأخذ عليه ألا يظاهر عليه أحدا فقال أبو عزة في ذلك ، يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويذكر فضله في قومه :

:


من مبلغ عني الرسول محمدا     بأنك حق والمليك حميد
وأنت امرؤ تدعو في الحق والهدى     عليك من الله العظيم شهيد
وأنت امرؤ بوئت فينا مباءة     لها درجات سهلة وصعود
فإنك من حاربته لمحارب     شقي ومن سالمته لسعيد
ولكن إذا ذكرت بدرا وأهله     تأوب ما بي : حسرة وقعود

[ ثمن الفداء ]

قال ابن هشام : كان فداء المشركين يومئذ أربعة آلاف درهم للرجل ، إلى ألف درهم ، إلا من لا شيء له ، فمن رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية