الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
فهذا كله من كلام الأشعري مثل احتجاجه بما ذكره عن المسلمين جميعا من قولهم: إن الله احتجب بسبع سموات على أنه فوق العرش، وهو إنما احتجب عن أن يراه خلقه، لم يحتجب عن أن يراهم هو. فعلم أن هذا يحجب العباد عن رؤيته، وهذا يقتضي أنهم يرونه برفع هذه الحجب، وذلك يقتضي أنهم يرونه في الجهة، فإن من يثبت رؤيته في غير جهة من الرائي لا يقول بجواز الحجب المنفصلة أيضا كما تقدم.

وكذلك احتجابه بقوله: وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب [الشورى: 51] وأن الآية دلت على أن الله يحجب بعض المخلوقات دون بعض، فعلم أنه لا يحتجب عن بعضهم، واحتجاجه بذلك: على أن الله فوق العرش يقتضي أن يحتجب عمن يراه ببعض مخلوقاته، وهذا يستلزم أنه لا يرى إلا في جهة من الرائي.

وكذلك احتجاجه في مسألة العلو بأن الله نور، وأن ذلك يقتضي أنه يرى، ويقتضي أن رؤيته توجب علوه، وكلام الأشعري في مسألة الرؤية والعلو يقتضي تلازمهما، وهذا هو الذي ذكره هذا المؤسس عن الكرامية.

التالي السابق


الخدمات العلمية