الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 219 ] قوله تعالى : قد خسر الذين قتلوا أولادهم الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج عبد بن حميد ، والبخاري ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن ابن عباس قال : إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة من سورة الأنعام : قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها إلى قوله : وما كانوا مهتدين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن عكرمة في قوله : قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم قال : نزلت في من كان يئد البنات من مضر وربيعة، كان الرجل يشترط على امرأته أنك تئدين جارية وتستحيين أخرى ، فإذا كانت الجارية التي توأد غدا من عند أهله أو راح وقال : أنت علي كأمي إن رجعت إليك ولم تئديها ، فترسل إلى نسوتها فيحفرن لها حفرة فيتداولنها بينهن فإذا بصرن به مقبلا دسسنها في حفرتها وسوين عليها التراب . [ ص: 220 ] وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن قتادة في قوله : قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم قال : هذا صنع أهل الجاهلية ، كان أحدهم يقتل ابنته مخافة السباء والفاقة ويغذو كلبه ، وفي قوله : وحرموا ما رزقهم الله قال : جعلوا بحيرة وسائبة ووصيلة وحاميا ؛ تحكما من الشيطان في أموالهم ، وحرموا من مواشيهم وحروثهم ، فكان ذلك من الشيطان افتراء على الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن أبي رزين أنه قرأ : " قد ضلوا قبل ذلك وما كانوا مهتدين " .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية