الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              229 - زين العابدين علي بن الحسين

              فمن هذه الطبقة علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم ، زين العابدين ، ومنار القانتين ، كان عابدا وفيا ، وجوادا حفيا .

              وقيل : إن التصوف حفظ الوفاء ، وترك الجفاء .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : ثنا محمد بن زكريا الغلابي ، قال : ثنا العتبي ، قال : ثنا أبي ، قال : كان علي بن الحسين إذا فرغ من وضوئه للصلاة ، وصار بين وضوئه وصلاته أخذته رعدة ونفضة ، فقيل له في ذلك ، فقال : ويحكم أتدرون إلى من أقوم . ومن أريد أن أناجي .

              حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن عبد الوهاب ، قال : ثنا محمد بن إسحاق النيسابوري ، قال : ثنا محمد بن الصباح ، قال : ثنا حاتم - يعني ابن إسماعيل - قال :حدثني جعفر ، عن أبيه : أن علي بن الحسين ، قال : يا بني لو اتخذت لي ثوبا للغائط ، رأيت الذباب يقع على الشيء ثم يقع علي ، ثم انتبه ، فقال : فما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا لأصحابه إلا ثوب ، فرفضه .

              حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب ، قال : ثنا محمد بن إسحاق ، قال : ثنا محمد بن الصباح ، قال : ثنا جرير ، عن عمرو بن ثابت ، قال : كان علي بن الحسين لا يضرب بعيره من المدينة إلى مكة .

              حدثنا أحمد بن جعفر ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبو معمر ، [ ص: 134 ] قال : ثنا جرير ، عن فضيل بن غزوان ، قال : قال لي علي بن الحسين : من ضحك ضحكة ، مج مجة من العلم .

              حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبو معمر ، ثنا جرير ، وثنا أحمد بن علي بن الجارود ، قال : ثنا أبو سعيد الكندي ، قال : ثنا حفص بن غياث ، عن حجاج ، عن أبي جعفر ، عن علي بن الحسين ، قال : إن الجسد إذا لم يمرض أشر ، ولا خير في جسد يأشر .

              حدثنا أبو الحسين محمد بن محمد بن عبد الله ، قال : ثنا أبو بكر بن الأنباري ، قال : ثنا أحمد بن الصلت ، قال : ثنا قاسم بن إبراهيم العلوي ، قال : حدثني أبي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : قال علي بن الحسين : فقد الأحبة غربة ، وكان يقول : اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لوائع العيون علانيتي ، وتقبح في خفيات العيون سريرتي ، اللهم كما أسأت وأحسنت إلي فإذا عدت فعد علي .

              وكان يقول : إن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد ، وآخرين عبدوه رغبة فتلك عبادة التجار ، وقوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار .

              حدثنا محمد بن محمد ، قال : ثنا عبد الله بن جعفر الرازي ، قال : ثنا علي بن رجاء القادسي ، قال : ثنا عمرو بن خالد ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : أتيت باب علي بن الحسين فكرهت أن أضرب ، فقعدت حتى خرج فسلمت عليه ودعوت له فرد علي السلام ، ودعا لي ، ثم انتهى إلى حائط له ، فقال : يا أبا حمزة ترى هذا الحائط ؟ قلت : بلى ، يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فإني اتكأت عليه يوما وأنا حزين ، فإذا رجل حسن الوجه حسن الثياب ينظر في تجاه وجهي ثم قال :يا علي بن الحسين ما لي أراك كئيبا حزينا أعلى الدنيا فهو رزق حاضر ، يأكل منها البر والفاجر ؟ ، فقلت : ما عليها أحزن لأنه كما تقول ، فقال : أعلى الآخرة ؟ هو وعد صادق ، يحكم فيها ملك قاهر ، قلت : ما على هذا أحزن لأنه كما تقول ، فقال : وما حزنك يا علي بن الحسين ؟ قلت : ما أتخوف من فتنة ابن الزبير ، فقال لي : يا علي ، هل رأيت أحدا سأل الله فلم يعطه ؟ قلت : لا ، ثم قال : فخاف الله فلم يكفه ؟ قلت : لا ، ثم غاب عني ، فقيل لي : يا علي هذا [ ص: 135 ] الخضر عليه السلام ناجاك .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية