الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          هبب

                                                          هبب : ابن سيده : هبت الريح تهب هبوبا وهبيبا : ثارت وهاجت ; وقال ابن دريد : هبت هبا ، وليس بالعالي في اللغة ، يعني أن المعروف إنما هو الهبوب والهبيب ; وأهبها الله . الجوهري : الهبوبة الريح التي تثير الغبرة ، وكذلك الهبوب والهبيب . تقول : من أين هببت يا فلان ؟ كأنك قلت : من أين جئت ؟ من أين انتبهت لنا ؟ وهب من نومه يهب هبا وهبوبا : انتبه ; أنشد ثعلب :


                                                          فحيت فحياها فهب فحلقت مع النجم رؤيا في المنام كذوب



                                                          وأهبه : نبهه وأهببته أنا . وفي حديث ابن عمر : فإذا هبت الركاب أي قامت الإبل للسير ; هو من هب النائم إذا استيقظ . وهب فلان يفعل كذا ، كما تقول : طفق يفعل كذا . وهب السيف يهب هبة وهبا : اهتز ، الأخيرة عن أبي زيد . وأهبه : هزه ; عن اللحياني . الأزهري : السيف يهب ، إذا هز ، هبة ; الجوهري : هززت السيف والرمح ، فهب هبة ، وهبته هزته ومضاؤه في الضريبة . وهب السيف يهب هبا وهبة وهبة إذا قطع . وحكى اللحياني : اتق هبة السيف ، وهبته . وسيف ذو هبة أي مضاء في الضريبة ; قال :


                                                          جلا القطر عن أطلال سلمى كأنما     جلا القين عن ذي هبة داثر الغمد



                                                          وإنه لذو هبة إذا كانت له وقعة شديدة . شمر : هب السيف ، وأهببت السيف إذا هززته فاهتبه وهبه أي قطعه . وهبت الناقة في [ ص: 10 ] سيرها تهب هبابا : أسرعت . والهباب : النشاط ، ما كان . وحكى اللحياني : هب البعير ، مثله ، أي نشط ; قال لبيد :


                                                          فلها هباب في الزمام كأنها     صهباء راح مع الجنوب جهامها

                                                          وكل سائر يهب ، بالكسر ، هبا وهبوبا وهبابا : نشط . يونس : يقال هب فلان حينا ، ثم قدم أي غاب دهرا ، ثم قدم . وأين هببت عنا ؟ أي أين غبت عنا ؟ أبو زيد : غنينا بذلك هبة من الدهر أي حقبة . قال الأزهري : وكأن الذي روي ليونس ، أصله من هبة الدهر . الجوهري : يقال عشنا بذلك هبة من الدهر أي حقبة ، كما يقال سبة . والهبة أيضا : الساعة تبقى من السحر . وروى النضر بن شميل ، بإسناده في حديث رواه عن رغبان ، قال : لقد رأيت أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهبون إليهما ، كما يهبون إلى المكتوبة ; يعني الركعتين قبل المغرب ، أي ينهضون إليهما ، والهباب : النشاط . قال النضر : قوله يهبون أي يسعون . وقال ابن الأعرابي : هب إذا نبه ، وهب إذا انهزم . والهبة ، بالكسر : هياج الفحل . وهب التيس يهب هبا وهبابا وهبيبا ، وهبهب : هاج ، ونب للسفاد ; وقيل : الهبهبة صوته عند السفاد . ابن سيده : وهب الفحل من الإبل وغيرها يهب هبابا وهبيبا ، واهتب : أراد السفاد . وفي الحديث : أنه قال لامرأة رفاعة : لا ، حتى تذوقي عسيلته ، قالت : فإنه يا رسول الله ; قد جاءني هبة ، أي مرة واحدة ، من هباب الفحل ، وهو سفاده ; وقيل : أرادت بالهبة الوقعة ; من قولهم : احذر هبة السيف أي وقعته . وفي بعض الحديث : هب التيس أي هاج للسفاد ، وهو مهباب ومهبب . وهبهبته : دعوته لينزو ، فتهبهب تزعزع . وإنه لحسن الهبة : يراد به الحال . والهبة : القطعة من الثوب . والهبة : الخرقة . ويقال لقطع الثوب : هبب ، مثل عنب ; قال أبو زبيد :


                                                          غذاهما بدماء القوم إذ شدنا     فما يزال لوصلي راكب يضع
                                                          على جناجنه من ثوبه هبب     وفيه من صائك مستكره دفع



                                                          يصف أسدا أتى لشبليه بوصلي راكب ; والوصل : كل مفصل تام ، مثل مفصل العجز من الظهر ; والهاء في ( جناجنه ) تعود على الأسد ; والهاء في قوله ( من ثوبه ) تعود على الراكب الذي فرسه ، وأخذ وصليه ويضع : يعدو ، والصائك : اللاصق . وثوب هبايب وخبايب ، بلا همز فيهما ، إذا كان متقطعا . وتهبب الثوب : بلي . وثوب هبب وأهباب : مخرق ; وقد تهبب ; وهببه : خرقه ; عن ابن الأعرابي ; وأنشد :


                                                          كأن في قميصه المهبب     أشهب من ماء الحديد الأشهب



                                                          وهب النجم : طلع . والهبهاب : اسم من أسماء السراب . ابن سيده : الهبهاب السراب . وهبهب السراب هبهبة إذا ترقرق . والهبهاب : الصياح . والهبهب والهبهبي : الجمل السريع ; قال الراجز :


                                                          قد وصلنا هوجلا بهوجل     بالهبهبيات العتاق الزمل



                                                          والاسم : الهبهبة . وناقة هبهبية : سريعة خفيفة ; قال ابن أحمر :


                                                          تماثيل قرطاس على هبهبية     نضا الكور عن لحم لها متخدد



                                                          أراد بالتماثيل : كتبا يكتبونها . وفي الحديث : إن في جهنم واديا يقال له : هبهب ، يسكنه الجبارون . الهبهب : السريع . وهبهب السراب إذا ترقرق . والهبهبي : تيس الغنم ; وقيل : راعيها ; قال :


                                                          كأنه هبهبي نام عن غنم     مستأور في سواد الليل مذءوب



                                                          والهبهبي : الحسن الحداء ، وهو أيضا الحسن الخدمة . وكل محسن مهنة : هبهبي ; وخص بعضهم به الطباخ والشواء . والهبهاب : لعبة لصبيان العراق ; وفي التهذيب : ولعبة لصبيان الأعراب يسمونها : الهبهاب ; وقوله أنشده ثعلب :


                                                          يقود بها دليل القوم نجم     كعين الكلب في هبى قباع



                                                          قال : هبى من هبوب الريح ; وقال : كعين الكلب ، لأنه لا يقدر أن يفتحها . قال ابن سيده : كذا وقع في نوادر ثعلب ; قال : والصحيح هبى قباع من الهبوة ، وهو مذكور في موضعه . وهبهب إذا زجر . وهبهب إذا ذبح . وهبهب إذا انتبه . ابن الأعرابي : الهبهبي القصاب ، وكذلك الفغفغي ; قال الأخطل :


                                                          على أنها تهدي المطي إذا عوى     من الليل ممشوق الذراعين هبهب



                                                          أراد به : الخفيف من الذئاب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية