الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          هبع

                                                          هبع : هبع يهبع هبوعا وهبعانا : مد عنقه ، وإبل هبع ; قال العجاج :


                                                          كلفتها ذا هبة هجنعا عوجا يبذ الذاملات الهبعا

                                                          أي كلفت هذه البلدة جملا ذا نشاط ، والعوج : الذي فيه لين وتعطف من قولك : عاج إذا انعطف ، ويروى غوجا ، بغين معجمة ، وهو الواسع الصدر . وهبع بعنقه هبعا وهبوعا ، فهو هابع وهبوع : استعجل واستعان بعنقه ; وقوله : أنشده ابن الأعرابي :


                                                          وإني لأطوي الكشح من دون ما انطوى     وأقطع بالخرق الهبوع المراجم

                                                          إنما أراد : وأقطع الخرق بالهبوع ، فأتبع الجر الجر ، واستهبعه : رام منه ذلك . والهبع : الفصيل الذي ينتج في الصيف ، وقيل : هو الفصيل الذي فصل في آخر النتاج ، وقيل : هو الذي ينتج في حمارة القيظ ، وسمي هبعا لأنه يهبع إذا مشى أي يمد عنقه ويتكاره ليدرك أمه ، والأنثى هبعة ، والجمع هبعات . قال ابن السكيت : العرب تقول : ما له هبع ولا ربع ، فالربع ما نتج في أول الربيع ، والهبع ما نتج في الصيف . قال الأصمعي : حدثني عيسى بن عمر قال : سألت جبر بن حبيب عن الهبع لم سمي هبعا ؟ قال : لأن الرباع تنتج في ربعية النتاج ، أي في أوله ، وينتج الهبع في الصيفية فتقوى الرباع قبله ، فإذا ماشاها أبطرته ذرعا ، أي حملته على ما لا يطيق ; لأنها أقوى منه ، فهبع أي استعان بعنقه في مشيه ; وقول عمرو بن جميل الأسدي :


                                                          كأن أوب ضبعه الملاذ     ذرع اليمانين سدى المشواذ
                                                          يستهبع المواهق المحاذي     عافيه سهوا غير ما إجراذ
                                                          أعلو به الأعراف ذا الألواذ

                                                          يستهبع المواهق أي يبطر ذرعه فيحمله على أن يهبع ، والمواهق : المباري ، واللوذ : جانب الجبل ، وجمع الهبع هباع ، وقيل : لا جمع له ، وقيل : لا يجمع هبع على هباع كما يجمع ربع على رباع . وهبع الحمار يهبع هبعا ، وهبوعا : مشى مشيا بليدا ; قال :


                                                          فأقبلت حمرهم هوابعا     في السكتين تحمل الألاكعا

                                                          وكل مشي يكون كذلك فهو هبع . ويقال : إن الحمر كلها تهبع في مشيتها أي تمد عنقها . والهبوع : أن يفاجئك القوم من كل جانب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية