الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          هدد

                                                          هدد : الهد : الهدم الشديد ، والكسر كحائط ، يهد بمرة فينهدم ; هده يهده هدا وهدودا ; قال كثير عزة :


                                                          فلو كان ما بي بالجبال لهدها وإن كان في الدنيا شديدا هدودها

                                                          الأصمعي : هد البناء يهده هدا إذا كسره وضعضعه . قال : وسمعت هادا أي سمعت صوت هده . وانهد الجبل أي انكسر . وهدني الأمر ، وهد ركني إذا بلغ منه وكسره ; وقول أبي ذؤيب :


                                                          يقولوا قد رأينا خير طرف     بزقية لا يهد ولا يخيب

                                                          قال ابن سيده : هو من هذا . وروي عن بعضهم أنه قال : ما هدني موت أحد ما هدني موت الأقران . وقولهم : ما هده كذا أي ما كسره كذا . وهدته المصيبة أي أوهنت ركنه . والهدة : صوت شديد تسمعه من سقوط ركن أو حائط أو ناحية جبل تقول منه : هد يهد ، بالكسر ، هديدا ; وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول : اللهم إني أعوذ بك من الهد والهدة ; قال أحمد بن غياث المروزي : الهد الهدم والهدة الخسوف . وفي حديث الاستسقاء : ثم هدت ودرت ; الهدة صوت ما يقع من السماء ، ويروى : هدأت أي سكنت . وهد البعير : هديره ; عن اللحياني . والهد والهدد : الصوت الغليظ . والهاد : صوت يسمعه أهل السواحل يأتيهم من قبل البحر له دوي في الأرض ، وربما كانت منه الزلزلة ، وهديده دويه ; وفي التهذيب : ودويه هديده ; وأنشد :


                                                          داع شديد الصوت ذو هديد

                                                          وقد هد يهد . وما سمعنا العام هادة أي رعدا . والهد من الرجال : الضعيف البدن ، والجمع هدون ولا يكسر ; قال العباس بن عبد المطلب :


                                                          ليسوا بهدين في الحروب إذا     تعقد فوق الحراقف النطق

                                                          وقد هد يهد ويهد هدا . والأهد : الجبان . ويقول الرجل للرجل إذا أوعده : إني لغير هد أي غير ضعيف . وقال ابن الأعرابي : الهد من الرجال الجواد الكريم ، وأما الجبان الضعيف ، فهو الهد ، بالكسر . ابن الأعرابي : الهد ، بفتح الهاء ، الرجل القوي ، قال : وإذا أردت الذم بالضعف قلت : الهد ، بالكسر . وقال الأصمعي : الهد من الرجال الضعيف ; وأباها ابن الأعرابي ، بالفتح . شمر : يقال رجل هد وهدادة وقوم هداد أي جبناء ; وأنشد قول أمية :


                                                          فأدخلهم على ربذ يداه     بفعل الخير ليس من الهداد

                                                          والهديد والفديد : الصوت . واستهددت فلانا أي استضعفته ; وقال عدى بن زيد :


                                                          لم أطلب الخطة النبيلة بال     قوة إن يستهد طالبها

                                                          وقال الأصمعي : يقال للوعيد : من وراء وراء الفديد والهديد . وأكمة هدود : صعبة المنحدر . والهدود : العقبة الشاقة . والهديد : الرجل الطويل . ومررت برجل هدك من رجل أي حسبك ، وهو مدح ; وقيل : معناه أثقلك وصف محاسنه ، وفيه لغتان : منهم من يجريه مجرى المصدر فلا يؤنثه ولا يثنيه ولا يجمعه ، ومنهم من يجعله فعلا فيثني ويجمع ، فيقال : مررت برجل هدك من رجل ، وبامرأة هدتك من امرأة ، كقولك كفاك وكفتك ; وبرجلين هداك وبرجال هدوك ، وبامرأتين هدتاك ، وبنسوة هددنك ; وأنشد ابن الأعرابي :


                                                          ولي صاحب في الغار هدك صاحبا

                                                          قال : هدك صاحبا أي ما أجله ما أنبله ما أعلمه ، يصف ليثا . وفي الحديث : أن أبا لهب قال : لهد ما سحركم صاحبكم ; قال : لهد كلمة يتعجب بها ; يقال : لهد الرجل أي ما أجلده . غيره : وفلان يهد . على ما لم يسم فاعله ، إذا أثني عليه بالجلد والقوة . ويقال : إنه لهد الرجل أي لنعم الرجل ، وذلك إذا أثني عليه بجلد وشدة ، واللام للتأكيد . ابن سيده : هد الرجل كما تقول : نعم الرجل . ومهلا هداديك أي تمهل يكفك . والتهدد والتهديد والتهداد : من الوعيد والتخوف . وهدد : اسم لملك من ملوك حمير ، وهو هدد بن همال ، ويروى أن سليمان بن داود - عليهما السلام - زوجه بلقه ; وهي بلقيس بنت بلبشرح ; وقول العجاج :


                                                          سيبا ونعمى من إله في درر     لا عصف جار هد جار المعتصر

                                                          قوله : لا عصف جار أي ليس من كسب جار ، إنما هو من الله تعالى ، ثم قال : هد جار المعتصر ، كقولك : هد الرجل جلد الرجل جار المعتصر أي نعم جار الملتجأ . وفي النوادر : يهدهد إلي كذا ويهدى إلي كذا ويسول إلي كذا ، ويهدى لي كذا ، ويهول إلي كذا ولي ، ويوسوس إلي كذا ، ويخيل إلي ولي ، ويخال لي كذا : تفسيره إذا شبه الإنسان في نفسه بالظن ما لم يثبته ولم يعقد عليه إلا التشبيه . وهدهد الطائر : قرقر . وكل ما قرقر من الطير : هدهد وهداهد ; قال الأزهري : والهداهد طائر يشبه الحمام ; قال الراعي :


                                                          كهداهد كسر الرماة جناحه     يدعو بقارعة الطريق هديلا

                                                          والجمع هداهد ، بالفتح ، وهداهيد ; الأخيرة عن كراع ، قال ابن سيده : ولا أعرف لها وجها إلا أن يكون الواحد هدهادا . وقال الأصمعي : الهداهد يعنى به الفاختة أو الدبسي أو الورشان أو الهدهد أو الدخل أو الأيك ; وقال اللحياني : قال الكسائي : إنما أراد الراعي [ ص: 36 ] في شعره بهداهد ، تصغير هدهد ، فأنكر الأصمعي ذلك ، قال : ولا أعرفه تصغيرا ، قال : وإنما يقال ذلك في كل ما هدل وهدر ; قال ابن سيده : وهو الصحيح لأنه ليس فيه ياء تصغير إلا أن من العرب من يقول : دوابة وشوابة ، في دويبة وشويبة ، قال : فعلى هذا إنما هو هديهد ، ثم أبدل الألف مكان الياء على ذلك الحد ، غير أن الذين يقولون : دوابة لا يجاوزون بناء المدغم . وقال أبو حنيفة : الهدهد والهداهد الكثير الهدير من الحمام . وفحل هداهد : كثير الهدهدة يهدر في الإبل ولا يقرعها ; قال :


                                                          فحسبك من هداهدة وزغد

                                                          جعله اسما للمصدر ، وقد يكون على الحذف أي من هديد هداهد أو هدهدة هداهد . الجوهري : وهدهدة الحمام إذا سمعت دوي هديره ، والفحل يهدهد في هديره هدهدة ، وجمع الهدهدة هداهد ; قال الشاعر :


                                                          يتبعن ذا هداهد عجنسا     مواصلا قفا ورملا أدهسا

                                                          والهدهد : طائر معروف ، وهو مما يقرقر ، وهدهدته : صوته ، والهداهد مثله ; وأنشد بيت الراعي أيضا :


                                                          كهداهد كسر الرماة جناحه     يدعو بقارعة الطريق هديلا

                                                          قال ابن بري : الهديل صوته ، وانتصابه على المصدر على تقدير يهدل هديلا ; لأن يدعو يدل عليه ، والمشبه بالهدهد الذي كسر جناحه ، هو رجل أخذ المصدق إبله بدليل قوله في البيت قبله :


                                                          أخذوا حمولته فأصبح قاعدا     لا يستطيع عن الديار حويلا
                                                          يدعو أمير المؤمنين ودونه     خرق تجر به الرياح ذيولا

                                                          قال ابن سيده : وبيت ابن أحمر :


                                                          ثم اقتحمت مناجدا ولزمته     وفؤاده زجل كعزف الهدهد

                                                          يروى : كعزف الهدهد ، وكعزف الهدهد ، فالهدهد : ما تقدم ، والهدهد قيل في تفسيره : أصوات الجن ولا واحد له . وهدهد الشيء من علو إلى سفل : حدره . وهدهده : حركه كما يهدهد الصبي في المهد . وهدهدت المرأة ابنها أي حركته لينام ، وهي الهدهدة . وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : جاء شيطان فحمل بلالا فجعل يهدهده كما يهدهد الصبي ; وذلك حين نام عن إيقاظه ، القوم للصلاة . والهدهدة : تحريك الأم ولدها لينام . وهداهد : حي من اليمن . وهدهاد : اسم . وهداد حي من اليمن .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية